الأربعاء , 11 ديسمبر 2024

معركة الحياة – ونيل اعلى مرتبة الشرف في الدكتوراه

دكتوراه في علم الاجتماع والتنمية

تحية طيبة وبعد،

مقدمة:

حياة الانسان، عبارة عن محطات ينتقل بينها تارة بنجاح، وتارة بفشل، واخرى بعبورٍ على قدر الحال. ولكنها تبقى محطات ترسم فيها حاضره، وتستمد قوتها من ماضيها ليذهب بها نحو المستقبل بحلوها ومُرها، بنجاحها وفشلها، بكل احداثها مهما تلوّنت بألوان الفرح او التعاسة.

وفي كل تلك المحطات، وما يجري فيها، تبقى رغبة الانسان بالنجاح هي الرغبة الأقوى، والأبعد تعمّقاً في ذاته، لأنها هي معركة النجاح، وهي التي تُعبّر عن جوهره وحقيقته النفسية، ومن هنا تصبح هذه المعركة الخط الفاصل بين التقييم العام للنجاحات التي يحققها، والتقييم العام للفشل او الترهل الذي يواجهه.

ونحن، من هذه البشر التي حملت في طيات عقولها معاني معركة الحياة، وسارت بها لتحقق فيها مبتغاها، ولتحقيق الهدف الاجمل الذي رسمته لنفسها منذ البداية. وفي سيرها مرت عبر سنين طوال تحارب لبلوغ معركتها بنجاح مع كل ما واجهتها من متاعب، ومصاعب، وتحديات على مَر السنين التي خلت.

قد يسأل سائل، وهل بلوغ مرتبة علمية هي فعلا معركة الحياة؟

بكل صدق اقولها، نعم ان بلوغ مرتبة علمية لهو أحد أهم معارك الحياة على الاطلاق.

وهذا، ابداً لا يُبخس بلوغنا معاركنا المختلفة حقها، والتحديات، والنجاحات فيها، أكان في الحياة الاجتماعية، او في العمل والانتاج، ولكن يبقى للرتبة العلمية مفهوم اخر، وطعم مختلف. لأنها معركة يتحدد فيها مصير توجه العقل نفسه، وبلوغه ما يصبو اليه، ولرسم وجوده في عالم يحتاج الى نَفَسٍ طويلٍ، وصبرٍ واجتهادٍ وتضحياتٍ كبيرة.

فكيف إذا ما كانت هذه المعركة وانت على كتف عائلة، وزوجة، وأطفال، ومُتطلبات لا تنتهي، وتحتاج الى كل جهدك للعمل والانتاج لتغطية هذه المتطلبات؟!

وهنا يَطرح السؤال نفسه: كيف بك ستتحمل ذاك الضغط كله لبلوغ هذه المرتبة؟

طبعا، في المسيرة التعلمية والتربوية، هناك من يبلغ المراتب العلمية وهو في اول حياته العمرية، وهناك من يكون مسؤولاً عنه وعن مصاريفه، وتكاليف معركته، ورغم ذلك، هناك من يفشل فشلاً ذريعاً رغم كل التأمينات التي تتحقق وتحصل له. ومع هذا، يفشل في هذه المعركة فشلا لا يمكن تعويضه على الاطلاق، ومن هنا تقف امام اهمية بلوغ المراتب العلمية وانت في كفاح متوازي في خطين كلاهما حُلمك فيه على قدر من الأهمية القصوى، ولا يمكنك الإهمال فيه لتصل الى مبتغاك. وهذان الخطان قد لا يلتقيان الا بالتفاهم بين اعمدته الأساسية تحت عنوان التفهم، والتحمل، والصبر، والاشتراك في الدعم النفسي والمعنوي وهما:

  • خط حياتك الاجتماعية والعائلية، وكل ما يدور بفلكها ومتطلباتها
  • خط حياتك العلمية والتحصيل البحثي، وما يرتبط بهما ومتطلباتها

صلب الراية:

قد لا اكون بحاجة الى هذه المقدمة لتقديم فرحتي بالنجاح الذي حققته، وصلب الراية التي آليت على نفسي حملها، وخصوصا في الحياة الاجتماعية والعقيدة والفكر وحياة الصراع من ناحية، والحياة العائلية وتأمين الحياة بكرامة لها من ناحية ثانية، ولكن، ومن هذا المفهوم، الحقيقة حين لا تكون وحيداً في معركتك فلا بد من تقديم الصورة على حقيقتها للمصداقية.

فمعركتي، لم أكن انا وحدي فيها، بل كانت عائلتي زوجتي وابنائي جزء لا يتجزأ من هذه المعركة، وكُل من وقف الى جانبي وقدم الدعم لي بطريقة من الطرق، ولو بالدعاء، وخصوصاً دُعاء أمي وأبي الذي لازمني طيلة فترة الدراسة، وكأنني الطفل على بطنه يحبو امامهما، لا اخالهما يتركاني لحظة واحدة بسرهما والعلانية إلا وكان الدعاء حاضراً رافعة نفسية تختلج النفس فرحاً وامان.

ولا أنسى اخي في غربتي الرفيق عياد، رفيقي وانيس غُربتي، وهو الذي كان السند الدائم، والميزان الذي ما إن مالت الاحوال حتى عَدَلها رغم خوضه ايضا تحدياته وحياته ومقاصدها.

مسار نيل الشهادة:

ان تنال شهادة علمية مع كل التحديات في حياتك والمصاعب، بكل صراحة اقولها: ابداً ليست عملاً سهلاً قد يمكن أن يحققه كل فرد، بل هي مسار تحتاج الى اشخاصٍ يمتلكون من الصبر وقوة التحمل ما قد لا يمكن وصفه، وتجربتي علّمتني الكثير الكثير، وأكثر ما علّمتني بان النجاح يحتاج الى تضحيات جسام قد لا يمكن شرحها بالكلمات مهما تعاظمت مفرداتها ومعانيها.

عام التحديات:

طبعا، ان مسلسل حياتي فيه الكثير من المحطات الناجحة، وأخرى الفاشلة، وبعضها التي ساعدتني على فهم الحياة بطرقٍ مختلفة، وفتحت امامي أفق تقييم الناس من حولي، وكيفية التعاطي معهم، ومع المحيط عموما، ومع الواقع تخصيصاً، وكانت قاعدة “الاستيعاب وبرودة الاعصاب” هي القاعدة الاوفى التي عليها الارتكاز في معارك التقدم الى الامام الأكثر تطبيقا.

ولكن، هذا العام، كان لي العام الذي لا يمكن ان انساه ما حييت، ففيه تحمّلت لوعة الحياة، ومعاني الصبر، التي اكاد اشعر في كل ثانية من مسار حياتي وعمري فيه، الصبر الذي قد لا يحتمله سفين الصحراء، عام مُرٌ بكل تفاصيله وحُلوٌ بكل نتائجه.

عام فيه اكتشفت الكثير الكثير من النفسيات، والمواقف، والتحديات، وخَبِرتُ أصناف البشر بكل أنواعها، وأشكالها، وأحلامها، وظلمها، وحقدها، وخبثها، والوانها، ووجهنتها وخذلانها، واتقانها فن التجارة بالمواقف والشعارات من ناحية، والتي تتجلى بطيبتها، وصدقها، ووفائها، وشهامتها، واحترامها لذاتها، ومبادئيتها، والتزامها الأخلاقي الجميل حتى بالكلمة والوعد من ناحية اخرى.

عام، فيه اكتشفت مسائل لم أكن على دراية بها سابقا، وخَبِرتُها عن قرب، فأعطتني عزماً وتصميماً وخُبرات جديدة لمواجهة ما تبقى لنا من عمر، تجربة نكتبها لتكون عبرة لمن يعتبر.

عام، فيه بَلغتُ المآسي حتى الدمعة الصامتة، وبَلغتُ الزهو حتى الفرحة العابقة، عامٌ مرّ بكل التناقضات.

كان هذا العام يختلج فينا كل تجاربه لتختمر في نفوسنا، وكأننا العجين لخبز الحياة للتائقين لطعم الشرف والمبادئ والقيم.

عامٌ نذكره، ونحن نعبر على عشره الاواخر، بل في اسبوعه الأخير، وكأن الامل في الحياة بات قاب ضائقة لا تنتهي، ولكن يبقى الامل هو اخر اسلحة الانسان وايمانه المُطلق بان “الحياة صراع”، وفي هذا الصراع ممنوع الاستسلام او السقوط. ولهذا يجب النهوض من جديد نحو اهداف اخرى ومحطات جديدة تنتظرنا لا محال.

الدكتوراه

مع الثاني عشر من أكتوبر للعام 2023، وعلى بُعد أسبوعٍ من طوفان الكرامة ووقفات العز في جنوب الامة، كان الموعد قد ضرب أبعاده التامة لنا والتي لا عودة فيها الى الوراء، وفي جامعة بنين الوطنية – جامعة ابومي-كالا-في، وبعد بلوغنا ثلاث مراتب علمية مختلفة على مر العشر سنوات الأخيرة، وتحقيقنا بنجاحٍ مؤهلٍ لشهادتين في الماجستير والماجستير التكميلية والدكتوراه التأهيلية، وعلامات مؤهلة لإكمال المسير نحو الدكتوراه البحثية، وفي المشاركات العلمية، والبحثية المختلفة، وفي مشاركاتنا في الندوات والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والبحثية على أنواعها التي كان لنا فيها حضوراً ومشاركات، وبعد الصبر والجهاد العلمي والبحثي، كان الموعد مع نهاية المعركة في أطروحة اخترناها من صميم الواقع، وخدمة المجتمع، سيما خدمة أهلنا المغتربين في هذا البلد لنكون السُّلم الذي سيعبر عليه الكثيرون لما فيه الخير العام لأهلنا وللمجتمع المضيف، وقدّمنا دراسة علمية بحثية ميدانية استمرت على مدار ثلاث سنوات كاملة، لم ننتظر من أحد فيها إلا كلمة تقدير وشكر، لعلنّا نكون خطوة نحو بناء مستقبل افضل. اختتمت بمناقشة مع هيئة محلفين دولية رفيعة المستوى، مُؤمنة بالعلم والمعرفة، وبالتطور والتبادل الثقافي والمعرفي والعلمي لتشهد على أطروحتنا ونظريتها العلمية التي خرجنا بها من البحث والدرس الطويل، بنتيجة مفادها بان الاقتصاد جوهر الشعوب في تطورها وتقدمها الحضاري، ولكنه ليس عاملا أساسياً في اندماجها فيما بينهما، بل الثقافة والحياة الاجتماعية والتبادل الفكري والاجتماعي والتواصل والاتصال والتزاوج هو الأساس في بناء المجتمعات واندماجها اندماجاً سليماً، يبعد عنها الكأس المُرّة، وان الاقتصاد الاجتماعي هو المحور الأساس في هذا الصراع الإنساني، ووجب توظيفه في خدمة المجتمع لتحقيق حياة افضل، ومستوى حياة افضل، ومعيشة راقية وحياة آمنة.

وكان موضوع البحث تحت عنوان: الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة باندماج الوافدين اللبنانيين في بنين

DYNAMIQUES SOCIALES ET ECONOMIQUES LIEES A L’INTEGRATION DES RESSORTISSANTS LIBANAIS AU BENIN

وكانت الدراسة، الأطروحة المُسجّلة في جامعة ابومي-كا-لافي- تحت رقم: 1135-2023/UAC/EDP-ECD والتي نالت تقدير  TRES HONORABLE كانت تحت متابعة واشراف وإدارة البرفسور ابوبكري عيمرو، ونالت درجة تقدير “اعلى مرتبة الشرف” من هيئة المحلفين الدولية المشرفة على مناقشة الدكتوراه، والتي انعقدت جلستها يوم الخميس 12 أكتوبر 2023  في قاعة الاجتماعات والمناقشات الرئيسية في مدرسة الدكتوراه التخصصية التابعة لجامعة بنين الوطنية والمؤلفة من:

  • رئيس هيئة المحلفين: البرفسور سيرياك اهوديكون – برفسور مصنف – جامعة ابومي-كالا-في الوطنية – جمهورية بنين
  • مقرر هيئة المحلفين: البرفسور ابوبكري عيمرو – برفسور مصنف – جامعة ابومي-كالا-في الوطنية – جمهورية بنين
  • أعضاء هيئة المحلفين اللجنة الفاحصة ومؤلفة من:
  • البرفسور غاباتي نابّو – برفسور مصنف – جامعة اللومي الوطنية – جمهورية التوغو
  • البرفسور شارل لامبير بابادجييدي – برفسور مصنف – جامعة ابومي-كالا-في الوطنية – جمهورية بنين
  • الدكتور ينتوغلي موتوري – أستاذ محاضر – جامعة كارا الوطنية – جمهورية التوغو
  • ومُعد التقرير العام للمناقشة الدكتور الصحافي جيرارد اغونيون – جامعة ابومي-كالا-في -بنين
  • وبعد مناقشة ومداولات استمرت على مدار خمسة ساعات اتسمت بالجدية، والمناقشة العلمية الرفيعة في موضوع البحث، ونتائج البحث العلمي للدراسة الميدانية، والخلاصة العلمية لنتائج الدراسة، والتوصيات التي نالت اعجاب هيئة المحلفين وإعلان راهنيتها كموضوع علمي –فكري-بحثي-آني يحاكي مواضيع الساعة والمُعاش اليومي والحياتي المباشر، ونظرته العلمية الحالية والمستقبلية ونتائجه السليمة والدقيقة مع تنويه مباشر من هيئة المحلفين عن محدودية الخطأ مع الاخذ بعين الاعتبار هامش الخطأ العلمي المسموح به علمياً ودولياً، وتوصية اللجنة بمتابعة البحث العلمي، وتطويره لما فيه خدمة المجتمع، وتحويل النتائج العلمية الى التطبيق العملي، والعمل على تعميقه ونشره للإفادة العلمية والاجتماعية سيما تحويله الى كتاب علمي، واخر يتحدث عن تاريخ الجالية اللبنانية في بنين الضارب في القدم الى قرنين من الزمن.

هي لحظات تاريخية بالنسبة لي، ولعائلتي، ولكل من وقف الى جانبي ودعمني في رحلتي هذه، والتي انهيناها بنتائج مُشرّفة، واستحقت التضحية والتحمل والصبر الطويل، والخاتمة المشرّفة التي انستني كل سنين التعب والارهاق، والمشاكل، والمصاعب التي واجهتني طيلة فترة الدراسة.

على هامش النتائج –

فريق العمل والميدان

طبعا، لا يمكن لا أي انسان ان يعمل وحده ليحقق نجاحاً، فكل نجاح له فريق عمل متجانس يجب ان تختاره كي تحقق من خلاله النتيجة المبتغاة للخطة المرسومة، ولمّا كانت دراستنا طويلة، وهي دراسة بحثية، كان لا بد من فريق عمل يساهم في إنجاح مهمتنا، وخصوصا في البحث الميداني، وفي هذه نتوجه بالشكر الى فريق العمل الذي ساهم بشكل كبير في عملية متابعة البحث الميداني، وخصوصا تعبئة الاستمارات والتي وصلت الى 659 استمارة، وكان هذا العمل قد تم بنجاح واتوجه بالشكر الخاص للصديق العزيز البروندي اينوسا نيموزاكيي، والسيدة العزيزة دوناسيان فاغمباهون، والفريق الذي كان تحت اشرافهما الفريق الميداني وتحت اشرافي العلمي المباشر.

وفي هذه ايضا، وفي البحث النظري والمقابلات كانت بإشرافي مباشرة مع ثلاثة مساعدين علميين والتي بلغت خمسة واربعين مقابلة بحثية.

كما أتوجه بالشكر الى كل الذين ساعدونا في تسهيل المهمة ميدانيا، واستقبلونا في حلقات البحث العلمي، وتعبئة الاستمارات من أبناء الوطن المضيف ومن المقيمين الاجانب على ارضه، وأبناء الجالية اللبنانية الشرفاء الذين لم يبخلوا ابداً في التعاون معنا في الحصول على معلومات دقيقة ساهمت في النتيجة العلمية التي حققناها.

الجامعة:

جزيل الشكر الى إدارة الجامعة الوطنية في بنين جامعة ابومي-كالا-في بشخص رئيسها الحالي، وكل رؤسائها السابقين الذين قدّموا لهذه الجامعة كل مجهود لتكون هي ما عليها من أهمية، ومكانة علمية محلية، وإقليمية، افريقية وعالمية.

جزيل الشكر الى مدير مدرسة الدكتوراه التخصصية في جامعة ابومي-كالا-في واهتمامه الدائم في تحسين وتحصين هذا الصرح العلمي الرفيع.

واخص بالشكر اللامتناهي معلمي الدكتور ابوبكري عيمرو، مديري، والأستاذ الذي تتلمذت على يديه في علم الاجتماع-والتنمية في الجامعة، سيما قواعد المنهج العلمي في علم الاجتماع والانثروبولوجيا، والذي لم يهمل يوما في العطاء، والمتابع لي في دراستي سطر بسطر بل كلمة بكلمة حتى جاءت النتيجة على هذا المستوى الرفيع من العلمية، والبحثية والإفادة.

كما اشكر الجندي المجهول الذي قدّم لي من وقته وكان مساندا لي في كل الظروف، والذي عمل بكل جهدٍ لإنهاء هذا العمل، وهذا الجندي الذي سيبقى في ذاكرتي ما حييت صديقاً عزيزاً له مني كل المحبة والوفاء لمِا بذل من جهد وتضحية وعطاء.

في التعاون:

أتوجه بالشكر الذي لا يحدّه وصفٌ، ولا يبلغ مرتبة ومكانة الى الرفيق يزبك عازار الذي قدّم لي كل الدعم الممكن طيلة فترة الدراسة، والاهتمام الكامل بشؤون الطباعة المرهقة رغم ضغوط العمل وضيق الوقت إلا انه لم يتوان يوماً عن المسارعة في التلبية، وخصوصا في أوقات الشدة الضاغطة، هو وفريق عمله الذي كان جديراً بالعمل، وعليه، وعلى دعمه المعنوي الرائد، وبهذه المناسبة اقتنص الفرصة لتوجيه الشكر له من صميم القلب ووفاء القسم.

القنصلية الفخرية:

كما أخص بالذكر، وبشكرٍ خاص لسعادة القنصل اللبناني السابق في بنين المرحوم طوني شاغوري، والذي قدّم لنا دعماً معنوياً كبيراً، وجلسات من النقاش العميق والمعلومات الغزيرة على مدار ثلاث مقابلاتٍ غنيةٍ جداً، ووقوفه الى جانبي وقفة رجل يُقدّر العلم والمعرفة، والبحث العلمي، وكان رجلاً بحق يُستند اليه في المواقف الصعبة.

كما نتقدم بالشكر الى كل من القنصل الفخري المكلف والقائم بالأعمال القنصلية اللبنانية في بنين الأستاذ جوزيف شاغوري على تعاونه، ودعمه المعنوي، سيما بالبحث والمقابلة البحثية القيّمة، وفريق عمله في القنصلية على متابعتها لحصولنا على ملفات للإفادة العِلميّة تتعلق بتاريخ القنصلية ونخص بالذكر السيدة حنان سكرتير القنصلية الجزيلة الاحترام.

مكتب الجالية اللبنانية

كما أتوجه بالشكر الخاص جداً الى الرفيق نمر ثلج، بصفته رئيس الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم – فرع بنين الاسبق والرئيس الفخري لمكتب الجالية اللبنانية في بنين على دعمه، ومواقفه التي ساهمت جداً في تحصيل معلومات عن تاريخ الوجود اللبناني في بنين اقتصادياً واجتماعياً وتاريخياً، والذي كان لنا المفتاح الأساسي بالوصول الى شخصيات لبنانية، ووطنية على معرفة وعلى دراية في تاريخ اللبنانيين في بنين، ورغم تعبه الصحي، وهو متواجد في الوطن أيضا سهّل لنا الوصول الى معلومات دقيقة عبر لبنانيين كانوا متواجدين في لبنان، وامنا لنا تواصل معهم، وبعضهم قام هو بنفسه بالتواصل معهم وزودنا بالمعلومات التي احتجناها لإغناء البحث.

كما نتوجه بالشكر الى رئيس مكتب الجالية السيد جوني الجليس على تعاونه وأعضاء مكتب الجالية الحاليين والسابقين على تعاونهم الجميل، واخص بالذكر كل من السيد ابوعلي حمود الرئيس الأسبق للجالية والجلسات اللطيفة والغنية معه، والسيد وليد الهيبي نائب الرئيس السابق لمكتب الجالية اللبنانية في بنين والذي زوّدنا بلمحة عن تأسيس مكتب الجالية عبر تأمين الصور والمستندات التاريخية التي ساهمت في كتابة تاريح الجالية كما نخص بالشكر السيد جورج الحاج السكرتير العام الأسبق للجالية على تعاونه الرائع.

الى المحيط الاجتماعي:

كما نتوجه بالشكر الى الرفيق أبو علي احمد حجيج ووقفته المشرّفة معنا وخصوصا في السنة الأخيرة ودعمه المعنوي الكبير.

وشكر خاص للسيد حسين عكوش المعروف ب(ميلانو) على وقفته الإنسانية التاريخية الى جانبا، كما اشكره شكراً خاصاً جدا على حضور المناقشة، ورغم المعاناة الصحية، فكان حضوره قد شكّل دعما نفسيا جميلاً، وشاهداً صادقاً على مناقشة افرحت قلبنا من الصميم.

كما نتوجه بالشكر الى جميع من وقف الى جانبا، وساهم معنا بإنجاح هذا العمل وهذا الإنتاج العلمي، فرداً فرداً لبنانيين ووطنيين، وكي لا ننسى احداً في ذكر الأسماء ولكنني اذكر تعيينا الحاج وسسي المالك والبرتونوفي العتيق والأصيل الجوهرة النفيسة بالمعلومات التاريخية والاقتصادية وخصوصاً بما يتعلق بتاريخ الجالية اللبنانية ودورها في النشاط الاقتصادي في بنين.

الى محيط العمل:

بالطبع، لا أنسى بالشكر ابدا، السيد العزيز والمقدّر، السيد وائل غانم ودعمه النفسي وتشجيعه المستمر على الاستمرار في الدارسة وتقديره لذلك تقديراً جميلاً ونكن له كل الاحترام وهو صاحب شركة غانم فورورندينع، كم أتوجه بالشكر الحاصل، والجميل للرفيق شادي الحلبي الذي لطالما ضحى معنا كثيراً، وخصوصا في الأوقات التي كانت تحتاج حضوري في الجامعة على مدار سنوات الدراسة ليحل محلّنا في العمل، ولهذا نكن له كل التقدير والاحترام لوقفته التي نقدرها ونردّها بالخير وفائق التقدير له ولجميع موظفي شركة جي اف رورو.

عائلتي:

والشكر كل الشكر لشريكة حياتي، ورفيقة دربي، وبعضي، وذاتي، الإنسانة التي تحمّلت معي غيابي، وشقائي، وصبرت معي على صبرها في كل زلات الزمن، وبُعدي وسفري، فكانت هي الحِمل الثقيل التي أثقل سنيها، وكنت عبئا على عبء لها، وصبر على صبرٍ جميل سيما وهي الاب في غيابي لأولادي بناتي وابني، والام التي لم تهمل يوما في عطائها، وكانت الجسر الجسور، والقلب الحنون، والقائد المجنون بعشق أولاده، تعطيهم كل ما تملك حتى الصحة…، فكانت بكل جدارة تستحق الشكر العظيم، بل هي شريكتي في نجاحي، بل هي نجاحي في تفوقي، بل هي الصبر الذي ألهمني صبري لبلوغ المرامي. ولأولادي كل الشكر لصبرهم، وتحملهم بُعدي وسفري، فكانوا الملهم لي في التحديات، والعطاء، والاجتهاد ولتفوقهم رغم البعد وآلامه، إليهم مني ولهم كل الشكر، ونجاحي من نجاحهم، وتفوقي من تفوقهم الذي رفع راسي في كل ميدان حضروا فيه، فكانوا المثل للاجتهاد والعطاء، وللتفوق والنجاح الباهر.

امّا الشكر الاوفى:

لابي، من علّمني بان الحياة تضحية واجتهاد، ونيل التمني بالصبر والجَلَد، وهو الأستاذ الأول في حياتي، فكان قدوتي بالولادة، وهو الداعم النفسي الأول في كل ما بلغته، وحققته حتى الان، وما زال حين احدثه كأنني الطفل في حنوه وحنانه يدعو لي، فكم انت نبيل أيها الرجل الكريم، يا ابي.

ولامي.. وفاء حبل السرة، فهل يُحيط به شكر او كلام؟!…

فهي روح الروح، وهي النبض في نابضي، وهي الصبر في عزم حياتي، وهي العطاء الاوفى في عطائي وحياتي. شكرها في بِرها امام رب العرش، فقدرني يا ألهى على البر فيها، فهي زادي في حياتي وفي مماتي، وقدرني على بِر الوالدين، ففيهما طاعتك مقرونة والأجر والثواب.

أنطون سعادة:

اما في مسيرتي العلمية، فالشكر كل الشكر الى مُلهمي في علم الاجتماع، ونور مشواري الفكري، وطريق نجاتي الاجتماعي، ومسار التزامي الادبي والأخلاقي، والوعد لبلوغ المدرسة السورية القومية الاجتماعية في علم الاجتماع، الى الزعيم القدوة، والمعلم المُلهِم، فهو قدوتي بالانتماء، واليه اهدي نتاجي وبحثي ودراستي، فتقبلها مني يا زعيمي، ايها الذي انار دربي علماً، ومعرفةً، واجتهاداً، وإصراراً، وعلمني معنى التضحية والانتماء والفداء.

خلاصة:

وفي نهاية هذه القصة التي رسمتها في حياتي لنبلغ مراتب البحث العلمي، والتي تؤهلنا لوضع أبحاث في دراسة نظرية الوجود الجديدة على خطى سعادة، ولإطلاق المدرسة السورية القومية الاجتماعية في علم الاجتماع، مدرسة تُعيد دراسة التاريخ وتصويبه من التزوير القاتل، ودراسة الحاضر والوجود، والتعيين في اصل النوع والتطور، وبناء المجتمع وقيامة الانسان الجديد،  وعبر سعادة الذي ضحّى بنفسه على طريق جلجلة هذه الامة، والذي اليه أهدي هذا البحث العلمي بكل نتائجه، وعبره، الى أهلنا الصامدين في جنوب الامة في فلسطين، وخصوصا أبناء غزة بأطفالها، ونسائها، ورجالها، وشجعانها الذين يُعيدون كتابة التاريخ بقوتهم الكامنة فيهم، القوة النفسية التي آمن بها سعادة حين قال بشعب الامة “ان فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ”، وها انتم يا اهل الجنوب، وجنوب الجنوب، لقد اثبتم بان القوة التي فيكم هي حق، وستغير وجه التاريخ برمته، والبشرية ستشهد لإنسانيتكم، وستشهد على وحشية عدوكم العنصري.

لكم، بكل فخرٍ اهدي نجاحي هذا.

نختم:

أيها الأحبة،

نشكر لكم صبركم، وتحملكم قراءة ملحمة حياتنا في هذه الكلمات، ولكم جزيل الشكر على نبل تعليقاتكم، ورسائلكم التي ستردنا والتي سنحاول جهدنا حرصين على الرد عليها كلها، ولكم جزيل الشكر سلفاً، ولدعمكم المعنوي النبيل، ولحضوركم الدائم في كل مواضيعنا، على امل ان نحقق خطوة جديدة في مشوارنا العلمي السائرون عليه، كما سنعود لنلتفت الى اعمالنا بعد ان اصابنا اهمال قسري  فيها كان لا بد منه لإنهاء هذه المسيرة التي احتاجت وقتاً سيما في السنة الأخيرة، ووفقنا الله بان نلنا ما تمنيناه، وكان الحَصاد جميلاً في اعلى مراتب الشرف، قدّره لنا أساتذة أمناء على قسمهم العلمي في هيئة المحلفين، كما قدّره ادبياً واخلاقياً كل من صادفناه حديثا وكلمة، وكما سننتظر منكم الخير والكلمة الجميلة التي لكم منا فيها ومن نبض القلب شكراً جزيلاً وعميقاً.

وكان من الله المُستعان الاوفى التسديد والتوفيق الأول والأخير.

أجمل التحايا لكم جميعاً

تحية الوعي والانتماء والقسم والسلام

الدكتور هاشم محمد حسين

دكتوراه في علم الاجتماع والتنمية

كوتونو – بنين 24/12/2023

مرفق المبوم صور للمناقشة والتتويج

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً