نهاية الإنسانية وبداية الإنسالية

لا شك، إن العالم ينزلق نحو الهاوية، اما بأمر طبيعي، واما بأمر بشري، واما بنقمة سماوية، واما بغصة شيطانية انتقامية،… وهذا اصبح معاش حياتنا اليومية نترقبها كل لحظة بخبر عاجل، او بنشرة اخبارية، او عبر رسالة تصلنا من هنا وهناك بوسائل التواصل الإجتماعية-الشبكية على انواعها.

لاول مرة تتفق كل الكوراث على امر واحد، بأنه اصبح وجود البشر عبء على هذا الكوكب ويجب التخلص منه..

طبعا، هذه ليست مقدمة لفلم سينمائي هوليوودي، انما حقيقة واقعة نشهدها كل يوم من اقصى الكوكب الى اقصاه، فهو اما تحت:

– قصف وحروب بشرية،

– نيران تلتهم الحياة البرية والبشرية،

– فيضانات تغرق الحيوانات والنباتات والانسانية،

– هزات وزلازل وبراكين وسواعق برق ورعد ومطر تنهي كل الأشكال الجمادية والحياتية.

وبين هذه وتلك كلها، تعاني الشعوب من ازمة اقتصادية ارخت بثقلها على كل دولة مهما صغرت او كبرت، وتحولت معها الشعوب الى حياة خانقة تكاد لا تجد قوت حياتها اليومية، ما تلبث ان تأخذها الى الكارثة العظمى لمِا صنعت ايادي الانسان في القرون الثلاث الاخيرة من صناعات ظنها الانسان تقدم وازدهار، واذ بها هي حتفه الاخير وما ستحدثه من دمار ..

نعم، لقد خلق الانسان حتفه الاخير بيده وهو يروي قصص الغضب السماوية. ليحكم بها بالترويع الكوكب الكروية، وليتمكن من وضع اليد على كل شيء يتحرك عليها في خدمة مجموعة من الاخباث التي ادعت انها هي المختارة، ويجب ان تخضع لها البشرية، وان تحكمها لتكون خادمة لها، فهم العجماوات وهي النخبة البشرية..

ازمة اقتصادية تكاد تطال كل شبر في البر والبحر وحتى السماء..

باتت ازمة تهدد باندلاع الحرب العالمية الحقيقية، لانها ستمتد هذه المرة على كل شبر ..، وسيسفك الدم البريء على طول الكوكب وعرضه، وستكون نهاية الانسانية برمتها، لا بل نهاية البشرية، لا بل قيامة الابدية …، وانتهاء عصر الانسان الحالي، لتبدأ سلسلة جديدة من الانسان المستقبل غير معروف عنه الا القليل حاليا، وسيكون على الاغلب، بشكله الانساني الى شكله الانسالي … ، هذا الانسان الذي سيكون من مركب انساني-الي..، سيكون حينها على درجة عالية من الذكاء ستدفعه لمغادرة كوكب الارض حتما. لانه لن يستطيع ان يشبع غرائزه الانسالية التي سوف تتحكم به لاحقا، وستكون اشد فتكاً من الغرائز الانسانية الحالية التي ترتكز على الجنس والاشباع والاميدون.. لانها ستكون مرتكزة على الميغرون والنيترون والكهر-بون وهذا لن يجده هذا الانسالي الا بمناطق ستكون قريبة من مركز الكون، اي عند قاعدة الشمس ..، وحينها ستشهد الحياة الكونية النهاية الحتمية الى عالم اخر، قد نشاهده عبر شاشات الارواح العائمة في فضاءات الخلود بين جحيم النفوس وجنات الارواح الخالدة.

علينا ان نشد الاحزمة، .. فنحن نرقص على عتبة الجنون الاخيرة للانسانية الجشعة التي اغتالت نفسها بنفسها بان عطلت “العقل الشرع الاعلى في الانسان” واطلقت حرية الانا المطلقة لمصيرها في عالم يسيطر عليه اللاوعي واللاشعور واللاإنسانية .. انطلق حتمي، ربما يتأخر هذا الانطلاق بعض الوقت، ولكنه حتمي لامحال، حين تكون الصافرة الاخيرة على متن صواريخ الموت العابر للقارات والارواح والفضاءات بكل اشكالها، لتشهد بحق نهاية الانسانية وبداية الانسالية..

حيث النهاية يكتبها الملاك الحارث وهو ينشد قائلا يقول:

عبث عبث عبث … تحذيرك ايها الانسان العَجِل

ايها الانسان ما اكفرك.. حذرتك من شر نفسك..

حذرتك حقدك وكرهك فدمرك…

وفي عنادك وطمعك كانت نهايتك واتيت على اولك واخرك..،

فهذا النصيب من شر فعالك.

ايها الانسان ما اكفرك.. وما اغرك.. عطلت العقل، فدمرت حاضرك لتنال اخرتك بشر اعمالك.

د. هاشم حسين

علم اجتماع

كوتونو-بنين

18\09\2023

ملاحظة: الانسالية هي كلمة مجترحة لنا فيها حق النقحرة والاختراع وهي مركب مزيج من كلمتي: انسانية والية لتصبح بالدمج: إنسالية وبالتعريف : الإنسالية

واصلها من انسان+الي= انسالي.. والصفة: انسالية.

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً