يكافح الاقتصاد الألماني -الأكبر في أوروبا- من أجل النمو، وسط توقعات تظهر استمراره في الضعف، وبسبب الوضع الاقتصادي الرديء أصبحت البلاد تنافس على لقب “رجل أوروبا المريض”.
ووفقا لما نقلته وكالة “بلومبرغ” عن مؤسس معهد “فلوسباخ فون شتورخ” للأبحاث وكبير خبراء الاقتصاد الكلي السابق في “دويتشه بنك”، توماس ماير، يتضح هذا من خلال حقيقة أنه خلال الربع الأخير بعد الخروج من الركود، لم يظهر الاقتصاد الألماني أي نمو.
وقال ماير: “أعتقد أن ألمانيا تنافس على لقب “رجل أوروبا المريض”، وسواء كان الاقتصاد ينمو أو ينكمش قليلا، أعتقد أن هذه مشكلة من الدرجة الثانية”.
وفي أوائل شهر يوليو، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، بيتر أدريان، إن الاقتصاد الألماني سوف يسقط في ركود طويل، حيث تشهد البلاد انخفاضا في الإنتاج، ولا يتوقع ظهور بوادر انتعاش.
وقبل ذلك، قال رئيس اتحاد الصناعة الألمانية (BDI)، سيغفريد روسفوريم، إن ألمانيا ستواجه ركودا هذا العام، مما يعني عدم نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وكان قد نشر : الاقتصاد الألماني.. المواطن يدفع ضريبة الاصطفاف العسكري مع واشنطن
الاقتصاد الألماني، أكبر اقتصاد في أوروبا يعاني انكماشاً تقنيا، وتضخماً لم يشهده منذ عشرات السنين.
والآن أقرت الحكومة بشق الأنفس مشروع ميزانية باقتطاعات كبيرة طالت الكثير من القطاعات، مقابل زيادة في الإنفاق على الدفاع. قبل السؤال عن مصير هذا المشروع في البرلمان الألماني، لا بد من الإشارة إلى أسباب ما تعانيه ألمانيا. يجمع المراقبون على أن ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الأزمة الأوكرانية هي السبب الأول. ألم تكن تعرف ذلك ألمانيا حين شاركت بفرض عقوبات على روسيا، المصدر الرئيس لمشتقات الطاقة الرخيصة والمضمونة؟ قال كثيرون إن الغاز المسال الأميركي سيستبدل الغاز الروسي في السوق الألمانية، لكن الأرقام تجيب. ثمَّ إذا اعتبرنا أن من فرض العقوبات هو الجاني، فلنرَ أرقام الاقتصاد الذي استهدفته كل هذه العقوبات، أي الاقتصاد الروسي.. يؤكد موقع UnHerd البريطاني أن الاقتصاد الروسي تفوق على الاقتصاد الألماني في الفترة التي تلت العقوبات، وأن آمال الغرب على العقوبات خابت، وأن توقعاته للهجوم المضاد فشلت.. فماذا بعد؟ إلى أين تمضي أوروبا في ظل هذه السياسات الخاطئة؟
المصدر: RT+وكالات