هل بمقدور منظومة “باتريوت” الألمانية الأمريكية الصنع تغيير الأوضاع الميدانية في أوكرانيا؟

سلّمت ألمانيا لأوكرانيا منظومة “باتريوت” الأمريكية الصنع، وقد وصلت إلى أوكرانيا المنظومة الأولى الألمانية، وستعقبها منظومات أمريكية وهولندية.

ويحدد الخبراء الأوكرانيون الآن الموقع الذي ستنشر فيه تلك الصواريخ المضادة للجو.

وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت، هي أيضا، بتزويد قوات الدفاع الجوي الأوكرانية بتلك المنظومة. وأفادت وسائل الإعلام أن الطواقم الأوكرانية تتدرب في الوقت الراهن على استخدامها.

فما هو الدور الذي يتوقع أن تلعبه “باتريوت” في مهمة حماية أوكرانيا من الجو؟ وفقا للصور الفوتوغرافية التي نشرتها وسائل الإعلام الألمانية والأوكرانية فإن المنظومة التي ظهرت في أوكرانيا هي من أولى نسخها، تلك التي يعترف الأمريكيون أنفسهم بأنها قديمة. ويستغرق وقت نشر المنظومة وطيها نحو 20–30 دقيقة. ومن افضلياتها الرئيسية قدرتها على العمل بدون تشغيل رادارها وكشف وجودها. لكن هذا الأمر ممكن فقط في حال اتصالها بطائرة الإنذار الراداري المبكر من طراز “أواكس”. إلا أن تلك الطائرة لا يمكن أن تعمل إلا على مسافة بعيدة في منطقة بين رومانيا والقرم.

أما بقية مواصفات المنظومة فهي متواضعة جدا. ومن أهم سلبياتها  ضخامتها وكثرة مكوّناتها. ومن أجل أن يتم نشرها من الضروري توفير عدد كبير من معدات الدعم التقني. ومن السلبيات الأخرى وزنها الكبير، ما يمنعها من تحقيق مناورات سريعة إذا اقتضى الأمر تغيير الموقع.

وعلى كل حال فإن الاستطلاع الفضائي الروسي يستطيع اكتشاف تلك المنظومة بسهولة.

والصواريخ التي تستخدمها قديمة كذلك، وانها تستطيع التقاط الأهداف الجوية على مسافة لا تزيد عن 90 كيلومترا. وكانت وسائل الإعلام تشير أكثر من مرة إلى أن هذا المجمع الأمريكي الضخم يصبح “أعمى” فجأة ولا يرى لا الصواريخ المجنحة ولا المسيّرات.

وهناك عامل آخر، وهو العامل البشري الذي يمكن أن يلعب دورا ايضا. فمن المعلوم أن التدريب على استخدام “باتريوت” بحاجة إلى عام كامل. أما الدورات القصيرة الأمد التي تلقاها الأفراد الأوكرانيون في الغرب فيمكن أن تؤدي إلى أن تسقط “الصواريخ الصديقة” على الأحياء السكنية والمواقع الصديقة، كما كان حال صواريخ “إس – 300” السوفيتية الصنع التي اتقن الأوكرانيون اطلاقها.

ويبدو أن تلك المنظومات ستنشر بالدرجة الأولي في جنوب أوكرانيا وخاصة في محافظة زابوروجييه حيث ستحمي مراكز القيادة ومواقع المدفعية وراجمات الصواريخ البعيدة المدى وقت شن الهجوم المضاد على القوات الروسية. وذلك للحيلولة دون توجيه ضربات جوية من قبل الطائرات الروسية إليها وإلى ارتال القوات الأوكرانية المهاجمة.

لكن صواريخ “كينجال” الروسية الفرط الصوتية قادرة على تدمير منظومات “باتريوت” بسهولة لأن” باتريوت” عاجزة تماما عن التصدي لها. أما مقاتلات “سو- 35” فيمكن أن توجّه ضربات جوية إلى راداراتها بصواريخ يبلغ مدى عملها 300 كيلومتر، وذلك دون أن تدخل منطقة مسؤولية الدفاعات الجوية الأوكرانية.

مكونات منظومة “باتريوت”

 المصدر: روسيسكايا غازيتا

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً