خلاصة علم نفس اجتماعي: حياتك رهن ارادتك

مقدمة مختصرة:

حياتك رهن ارادتك، فإن تصرفت بها بحكمة بلغت المجال والعلى، وتحوّلت الى حياة كانت الناس فيها لك كأنك لنفسك في حياتك كالروح والنسيم في رد العلة والقضاء على القلة، والسير نحو الآهلة بنجاح من نجاح تلو نجاح، وكل عجزٍ مسؤولٌ عنه انت بتغليب نفسيتك قبل اي شيء، فالضعف والجبن والخوف أشر الاسلحة فتكا بحياتنا الاجتماعية، والحياتية، والصحية والعملية على حد سواء، ما ان سيطرت علينا حتى قضت على حياتنا وحولتها الى جحيم بجحيم، وما ان انتصرنا عليها حوّلنا حياتنا الى نجاح، وفرح عظيم، وتقدم، وازدهار، وفلاح، وعليه، فعلينا القضاء على كل ما يدمر حياتنا وعدم السماح لاي شيء ان يسيطر علينا فنهلك غير مأسوف علينا.

تدقيق:

في بحثنا، ومن خلال مجريات الاحداث في حياتنا، ومن خلال العلم والدراسة والتدقيق والتعليل نجد بأننا نقع فريسة أمور تدمر حياتنا وتقضي على واقعنا وتحول مستقبلنا الى هباء وهراء نتباكى فيه على اطلال الماضي بعجز الحاضر وسوداوية المستقبل، فكيف لنا ان نحارب هذه السوداوية وكيف ننتصر عليها؟

حين نتمكن من تعييِن الأمور التي تدمر حياتنا، فقط حينها نستطيع ان ننتصر عليها ونتقدم الى الامام

في التعيين:

ثلاث اشياء مدمرة للإنسان ويجب عليه التخلص منها

وهذه الامور التي تدمر الانسان هي:

– الامر الأول: الخوف من الاتي سيما تحت ضغط المترتبات المادية.

– الامر الثاني: التسليم للضعف والمهانة سيما امام الاستغلاليين واصحاب النفوس المريضة واعلان الاستسلام لهذا الضعف.

– الامر الثالث: الجبن في مواجهة التحديات سيما في تعيين اسباب تأمين حقوقك بمواجهة تلك التحديات، وجعلها محور حياتك بدلا من القضاء عليها.

كيف يمكننا التخلص منها:

لكل عمل في الحياة سبب ومسبب ونتيجة، وفي هذه العلاقة المتوازية بين السبب والمسبب والنتيجة على الانسان ان يدرك كيف ينهي مشاكله، وازماته، وكيف ينتصر على ذاته قبل سواه، وعليه وللقضاء على الأمور المدمرة له وانت مثال للإنسان بصفتك وعليك يجب:

– أولا: نبذ الخوف من داخلك بان الاتي مظلم، بل بالعكس وضع فرص النجاح امامك قبل الفشل فتقضي على الظلام الذي يرهق افكارك.

– ثانيا: واجه الضغوط المادية بحكمة وروية، وتجنب الوقوع بالأخطاء، لأنها قد تكون السيف الذي يقتلك بدلا من ان تقاتل به لتحقيق مبتغاك وتأمين حاجاتك.

– ثالثا: لا تجعل التفكير بالمستقبل السجن الذي تقبع به دون الخروج منه، فتتحول الى سجين لا يمكنه حتى تقرير حياته اليومية بسبب الضغوط، والملاحقة الاجتماعية والحياتية، والمسؤوليات التي تنتهي بتأمين الارقام، فغالبا.. كلما تأمن رقماً ستجد أنك اسير ارقام اخرى تلاحقك، فتصبح اسيراً لها مدى الحياة، وتحولك الى انسان ضعيف، وجبان، وبالتالي الى انتهازي واستغلالي، فقط لتلبي رغبات الحاجة والضغط الواقع فيه.

– رابعا: عدم الاستسلام للضعف، والوهن الناتج عن الضغط، فقد يحولانك الى مريض جسدي بعد ان يفتك بنفسيتك ويحولك الى مريض نفسي لا يمكن له ان يخرج من شرنقة الافكار السوداوية، والخوف المستمر من المستقبل، وبالتالي تقع في المهانة، وتتحول الى العوبة بيد الاستغلاليين، واصحاب النفوس المريضة، واصحاب المصالح الضيقة، فيستغلونك لتمرير مصالحهم، فتستسلم وتقع فريسة لضعفك قبل سواه ولا يمكن لك ان تقوم من جديد.

– خامسا: عليك بإعدام الجبن في داخلك، والقضاء عليه، وتحويل داخلك الى قوة وبركان ثائر لا تخف به من أحد، ولا من التحديات، ولا من عمليات الابتزاز، والتشويش، والعمل على القضاء كليا على عوامل القلق والتردد، واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، ولا تتأخر بالتنفيذ حين تشك في الامر، او ترى ان الامور تسير عكس ارادتك، وتفكيرك، او ربما توقعك في ازمات انت بالغنى عنها، جراء خطوة ناقصة او فعلة مشينة.

– سادسا: اخرج نفسك من سجن العزلة التي وضعتها بها، وحوّلها الى حرة طليقة تسير على خطى ثابتة نحو تحقيق اهدافك، ولا تسمح لهذا السجن ان يقضي عليك، سيما أنك وضعت نفسك به، وعليك الخروج منه كما دخلته بكل عزيمة وقوة.

– سابعا واخيراً: عالج امورك بروية وحكمة، ولا تسمح للأخرين بالتدخل في حياتك، وكيفية طريقة معاشك، واليات تفكيرك، وابتعد عن الاهمال والتردد والخوف، ولا تسمح لاحد بان يُدخلك في تحديات ومشاكل جانبية مهما كلف الامر، لأنها ستحرفك عن مواجهاتك للتحديات الأساسية، فتلتهي بالأمور الجانبية، وتضيع قوتك بين المسائل، وتتشتت ارادتك بين المشاكل، وتنهزم عزيمتك جراء فخوخ المغرضين من أصحاب القلاقل، فتضعف وتسقط.

كن صلباً:

ولهذا لا تضع نفسك اطلاقا في اي موقف محرج مهما كلف الامر، وكن صلبا في المواجهة، ولا تخاف الابتزاز فهو اقوى الاسلحة التي قد تستخدم ضدك، ولكن حين لا تعيرها اي اهتمام ستضرب ضربتك القاسمة، وتحول خصمك الى هباء وفراغ، وتنال منه خسارة ترهقه، وتكسب انت المواجهة، وتعيد ترتيب حياتك..

تذكر:

وتذكر بان الناس لها ذاكرة قصيرة، قد تتلهى بأمورك قليلا، فحين تضعف امام هذا الجانب ستسقط سقوطا مريعا، وحين تتجاهل هذا الجانب ولا تعيره أهمية او أدني اهتمام، فسوف تهزم أعدائك وكل التحديات وتنتصر عليها.

اعلم:

واعلم بان الدنيا دوارة وغلاّبه، فان اعطيتها أكثر من حجمها دارت عليك وغلبتك، وان اعطيتها اقل من حجمها دارت منك فأسقطتك وتركتك خلفها دون اثر، وان ساويت الموازين فيها تغلبت عليها وجعلتها طوع امرك، وكنت من اهل المفازة والنجاح. المبين

ثقافة الحظ:

ولا تجعل ثقافة الحظ تسيطر عليك، فهي موجودة في عقلك كذاتك، ومن يؤمن بها ويحولها سلاحاً نفسياً في داخله فترهقه وتسقطه، وهي معدومة غير موجودة لمن يجعلها مجرد حالة اعتيادية في حياته، ويعرف كيف يكسب، ويعرف متى يتجنب الخسارة، ينجح ويسمو، ويعرف متى يحول الفرص الى نجاح، ومتى يجعل من الحظ سلماً يرتقي به ويرتفع لا ينال منه ويقضي عليه.

اخيرا:

واخيرا: الدنيا فُرص ذكاء وثبات، من عالج الفُرص بنجاح وذكاء وثبات نال طريق الفلاح وتعين بذاته مراقي العلى ومراتب النجاح ومن أخطأ الحلول النجوع أصابه الرجوع والتخلف والبوار.

خلاصة:

لا تستسلم للضعف، ولا للضغط، وسر بهدوء بين المراحل، ولا تختلق مشاكلك بنفسك، وتحمل الضغوط كأنها تنتهي بعد هنيهة، ولا تكترث لها كأنها غير موجودة اصلاً، ولا تجبن في مواجهة التحديات مهما بلغت، وكن صاحب القرار بنفسك، ولا تسلم امرك لغيرك، ولا تفسح مجال للمفسدين والمستغلين من الولوج الى مشاكلك، وظروفك، ومسائلك، وابعد كل اصحاب النفوس المريضة عن صحبتك فهم شر مكان، ولا تسمح لا ي صغيرة او كبيرة ان تؤخرك عن بلوغك اهدافك، وقبل كل شي لا تنسى بان الامم الاخلاق ان ذهبت هم ذهبوا…، وكل عمل يحتاج الى وقت لبلوغه، وكل نجاح ما لم يكن مقرونا بالأخلاق والقيم هو فشل ذريع حتى ولو ملكت خزائن الارض والسماء فيه..

هاشم حسين

د علم اجتماع والتنمية

كوتونو-بنين

10\04\2023

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً