الخميس , 18 أبريل 2024

*رسالة عامة بمناسبة الأول من اذار 2023 ولادة الضياء القومي الاجتماعي ال التاسع عشر بعد المئة.

تحية سورية قومية اجتماعية

الاول من اذار، محطة تاريخية من محطات هذه الامة، ليس بولادة شخص اسمه انطون سعادة، انما بولادة حركة اجتماعية تاريخية لبعث نهضة امةٍ كادت ان تعبث بها سياسات الامم وتطمس حقيقتها.

ومن هذا المفهوم، ان احتفال الشكل ب”الأول من اذار” ليس الا تعبيراً يمارسه القوميون الاجتماعيون لإثبات حقيقة احتفال “النهج القومي” بولادة الحزب السوري القومي الاجتماعي الفعلية، وبولادة عقيدته ومبادئه والحركة التي تولدت فيه والتي غيرت مجرى التاريخ حقيقة وفعلاً، وحوّلت الاحداث في تاريخ هذه الامة من وهْمٍ ارادته الامم المنتصرة في الحربين العالميتين الاولى والثانية في عقول السوريين عبر زرع الكيانات السياسية وأهلها واصحابها وتكريسها الى واقعٍ حقيقي بان الامم لا تنتهي بمجرد اتفاقات دولية، وقرارات بائسة، ووعودٍ غير حقوقيةٍ وكاذبةٍ لتشرد شعباً من ارضه وتعطي ارضه لشتات الارض من الشعوب التي لا هوية لها، ولا تاريخ، ولا حقيقة الا الوعد الموهوم لمعتقدات متحجرة جعلت نفسها حقيقة فوق البشر، واعطت لنفسها حق استعباد الشعوب وسلبها حقوقها، حركة كانت هي مركز الأفعال المصيرية والتاريخية عند كل مفصل من مفاصل تاريخ هذه الامة منذ سنة 1932 ولغاية تاريخ اليوم، وذلك عبر ضخها للعقيدة السورية والقومية الاجتماعية ومبادئها في جسد الامة من ناحية، واشتراكها الفاعل في الاحداث والمعارك الحقوقية والتاريخية من معارك سنة 1936، الى معاركة الاستقلال السياسي والاجتماعي الى الوية الزوبعة في معارك التصدي لإقامة دولة الاغتصاب على ارض جنوب سورية في الاربعينات، الى الخمسينات والستينات والسبعينات ودور حزبكم الفاعل في الحراك السياسي والاجتماعي، الى الثمانينات وحضور الحزب في معارك المصير القومي بمواجهة دولة العنصرة والحقد البشري الى التسعينات ومعارك الاستقرار الاجتماعي ودور الحزب الفاعل فيه في لبنان الى العام 2000 ثم معارك العراق والاعتداء الاميركي ولتاريخ اليوم على مساحة النضال القومي الاجتماعي في كافة الميادين سيما بمحاربة الإرهاب وداعميه على كافة مساحة الامة سيما في الشام ولبنان، وهو السد المنيع. ومؤخراً، حضوركم الفاعل في الحراك الإنساني-الاجتماعي لمواجهة مقتضيات الزلزال المدمر الذي ضرب وأصاب الشمال السوري، وكان لحزبكم الحضور المميز رغم الإمكانيات المادية المحدودة، وكما في تاريخه المشرف، لم يقف مكتوف اليدين بل تحرك بلحمه الحي ليقول كلمته في الميدان الاجتماعي كما السياسي والعسكري وكنتم بحق الصوت الصارخ في فضاء الوجود .. لا للعنصرية البغيضة والمكاييل المزدوجة والمعايير الإنسانية الزائفة في مجالس الأمم المنتحلة صفة الإنسانية…

ايها السوريون القوميون الاجتماعيون

الاول من اذار، هو الفارق الزمني بين عهود الانحطاط التي عاشتها هذه الامة جراء سيطرة الارادات الاجنبية عليها، وبين عهد النهضة الجديد الاخذ في التمدد في جسد هذه الامة رغم الوهن الشكلي لحزبها ومؤسساته وما يعانيه من خلافات وانقسامات، الا ان الحقيقة الثابتة بان النهضة عينها تتمدد في جسد الامة لتصبح ذات عهدٍ بانها هي الخلاص الأخير، واسلوب حياة سوف يحيياها الشعب السوري كله، بل ستصبح ذات عهدٍ وهو قريب، حركة الوجود الاجتماعي للإنسان السوري الذي صنع الحضارة مراراً ولن يعجزه صنعها هذه المرة ولو كره الكارهون. , وستكون حركة القومية الاجتماعية ومفاهيمها هي رسالته الى الإنسانية جمعاء بنظرتها الجديدة وفلسفتها للحياة والكون والفن والخير والجمال كله.

ايها القوميون الاجتماعيون

ان الاول من اذار، هو نبراس دماء الشهداء ولاي جماعة او حزب انتموا، هو المسار الذي صعق الوجود بجذوة الخير الانساني العام ليكون للأمم المثال المناقبي والاخلاقي سلوكا وعطاء وتضحيات، فالأول من اذار ليس مجرد يوم عادي في حياتنا نحتفل فيه لنتذكر شخصاً اساساً يتوهج وجوده كنور الشمس في فضاء الانسانية ولا يحتاج احتفالاً ليحييه، او ليحيي ذكراه الجسدية والاسمية او الزمانية، انما نحتفل فيه، لنضع لبنة جديدة من لبنات البناء الاجتماعي على طريق تقاليدنا الاجتماعية الجديدة لمجتمعنا الذي قتلته التقاليد والاحتفالات التقسيمية بين الجماعات المتنازعة حتى على ثقافتها، فتصارعت فيما بينها حتى اجرمت بحق نفسها وحق المجتمع، فكان الاول من اذار النور الجامع لكل مشارب الثقافة الانسانية في سورية الطبيعية، وجمع جميع ابنائها تحت راية واحدة، وحقيقة واحدة، وقضية واحدة بعقيدة موحدة جامعة، ووضع اول قواعد اعمال النزاهة فيها بحقيقتها ذاتها، بان مصلحتها فوق كل مصلحة، فكان سعادة في الاول من اذار مثال القدوة في هذا المسار حين جاءه رفقاؤه، واعضاء حزبه، وحركته القومية الاجتماعية، فوقف فيهم قاسماً بينهم بان “يهب نفسه لامته”، فكان الاول من اذار اول مسار الانتصار للحقيقة القومية الاجتماعية بانها “فكرة وحركة تساوي حياة امة بأسرها” عبّر عنها فتى الاول من اذار بشخصه، وحياته، وروحه، ووجوده التام، وخلوده عبر رد الوديعة للامة شهيدا بوقفة عزٍ انتصر فيها على الموت وامات كل اعدائه أحياءً اذلاءً عبيداً لأسيادهم خانوا امتهم ..، كان هو الفادي لامته…، فكان زعيمها السرمدي مدى الحياة.

ايها القوميون الاجتماعيون

هل نحن بحق نحتفل في الاول من اذار وحقيقته التي يعبّر عنها؟

ام نحن حقيقة على اختلاف مشاربنا المؤسساتية المتنازعة فيما بينها على امور تافهة تغلّبت فيها الانانيات والمصالح الضيقة على حساب مصلحة الأمة والحزب ومؤسساته، ونزايد على بعضنا بجمل وصور وكلمات واتهامات وشعارات، ونعطي لأنفسنا الحق بإهانة هذا، وشتم ذاك، واختزال الحزب هنا بهذه الجماعة، او اغتيال تلك لمجرد اننا لا نتفق معها بالإدارة والعمل؟

اجوبتكم لا تفيد، انما افعالكم المقرونة بأقوال ترددونها عن ظهر قلب هي المعيار الحقيقي لصدق اجاباتكم..

ايها القوميون الاجتماعيون

ان الاول من اذار، يأتي هذا العام وكما قبله، ومنذ قيامة كيان الغدر على صدر هذه الامة، محملاً بالأثقال والمصاعب والمصائب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على كاهل شعبنا السوري من اقصاه الى أقصاه، لا تكاد تخلو بقعة جغرافية بسيطة من هذه المصائب على مساحة الجغرافيا السورية، ويزيد الطين بلة هذا العام الكوارث الطبيعية، وما خلفها من سياسة الانسان في الاعتداء على الطبيعة كما يعتدي على نفسه بقتل نفسه، ها هو يصنع كوارثه الانسانية والاجتماعية عبر تدمير البيئة بأسلحة سرية فائقة التدمير والتخريب كما يحبس الماء عن شعبنا عبر السدود والموانع، وكما يسرق ارضنا في الجنوب ويذبح شعبنا بدم بارد تساعده الخونة والعملاء كذلك في الشمال والشمال الشرقي، والجنوب والجنوب الشرقي كما في الغرب .. بلادنا تُنهب ثرواتها وحقوقها كما ارضها وجغرافيتها، ونحن كقوميين اجتماعيين نحمل قضية مقدسة، فبدلاً من السير معاً في صفوفٍ بديعة النظام لاستعادة سيادة الامة على نفسها، ولبعث نهضة تكفل صيانتها وحقيقتها، اذ بنا نختلف على أتفه الأسباب، ونتنازع الحزب كأننا أعداء، كلٌ يريد ان يرث بعضه لنفسه، ونسي انه مجرد عابر في هذه النهضة وينتهي يوماً كما انتهى سواه.. ونمارس التعنت بلا خجلٍ وكأننا اخر التاريخ ولا حكم علينا وعلى افعالنا.. وينسى البعض أنهم مجرد لحظة في تاريخ هذه الامة ما تلبث ان تنتهي دون ان يتذكرها حتى المقربون …

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون

ان الأول من اذار ما لم يكن العامل لوحدتكم وهو الديدان الأول في احتفالاتكم، هباء هي افعالكم ومشاريعكم وتطلعاتكم وحراككم.

ما لم تكن وحدتكم النفسية هي اول اهدافكم البنائية لاستعادة مديرياتكم ووحداتكم الحزبية جسداً واحداً تعمل يداً بيدٍ لاستعادة حقيقتكم وقوتكم فتكون احتفالاتكم أجمل من الجمال والكمال في يوم الضياء القومي الاجتماعي لباعث نهضة الامة في ذكرى ميلاده الرسالي، وفي التشرذم والنزاعات عبثاً هي احتفالاتكم والضوضاء بلا نتيجة ولن تفيدكم الا مزيداً من الشرخ والتنابذ والتنمر ورمي التهم جزافاً والتغني بلغة الشتائم البغيضة التي طغت على خطابكم العام وكأنها اخر انتصاراتكم العظيمة.

بمناسبة الأول من اذار لهذا العام، ندعو الجميع الى الاستيقاظ بكل مصداقية وايمان وعزيمة صادقة للعمل معاً وبكل السبل والوسائل للسعي الجدي لاستعادة الصفوف وتوحيد المديريات والمنفذيات على قدم وساق عبر بناء حقيقي اداري وتنظيمي يكفل بناء الجسد القومي بناء صحيحاً والعمل على توحيد المؤسسات المركزية مهما تطلب الامر من تضحيات، لان مصلحة الامة والحزب تتقدم على كل مصالح الافراد ونزاعاتهم واحلامهم وغايتهم الفردية والشخصية والحزبية الضيقة.

ونعيد كلمة رئيس الحزب (ان وحدة الحزب أولا وثانيا وثالثا… وعاشراً) هي الكلمة الفصل التي لا يجب ان تغيب عن ذاكرة أي رفيق منا مهما تتطلب الامر فلنعمل لذلك بكل ما اوتينا من قوة.

وقول سعادة هو منهجنا الأول والأخير: “كونوا قوميين اجتماعيين دائما” والهجوا بعقيدتكم دائماً.

أيها الرفقاء

صونوا عهد اليمين وصونوا المؤسسات فهي قلعة تعاقدكم القومي الاجتماعي الغليظ العاصم لكم، ولن يكون لكم قائمة دون ذلك ولو بلغتم كأفرادٍ اقطاب السموات … بتفرقكم ستسقطون حتماً

فليس الانتصار انتصار افراد، انما الانتصار هو انتصار الامة بوحدتكم الاجتماعية، وعزيمتكم الصادقة، ولن يكون ذلك الا بوحدتكم النفسية والحزبية،

هل تدركون عظيم المسؤولية التي تقع على عواتقكم؟

لا نريد أجوبة في فضاء مفتوح، انما نريد افعالا في مديرياتٍ ووحداتٍ فاعلةٍ تعبّر عن حقيقتكم السورية القومية الاجتماعية، وقسمكم، وتعاقدكم الذي اقبلتم به الى صاحب الدعوة طوعاً غير مُكرًهين، مؤمنين صادقين غير مرائيين.

دموا للامة ذخراً ولحزبها العظيم رسلاً وامناءً وأصحاب قضية تنتصرون انتصاركم العظيم ودون ذلك البوار وبئس القرار

لتحي سورية وليحي سعادة

الرفيق هاشم حسين*

الأول من اذار 2023

*(عميد شؤون التنمية الإدارية في الحزب السوري القومي الاجتماعي)

شكرا خاصة للرفيقة حنان سلامة حضرة وكيل عميد الثقافة والفنون الجميلة للمراجعة والتدقيق

*(عميد شؤون التنمية الإدارية في الحزب السوري القومي الاجتماعي)

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً