اعتبر المحلل السياسي المصري المختص بالشؤون الإفريقية والدولية يسري عبيد فى حديث لـ RT ، أن النيجر ودولا إفريقية أخرى تثمن الدعم الذي تقدمه روسيا كونها لا تتدخل في شؤونها الداخلية.
وقال عبيد: “أعتقد أن استقرار النيجر خلال الفترة الماضية بفضل الدعم الروسي أعطى المجلس العسكري القوة والسيطرة على البلاد مما أفشل الخطط الغربية، خاصة فرنسا والدول المتحالفة معها من مجموعة غرب إفريقيا “ايكواس” للقيام بعمل عسكري ضد النيجر والإطاحة بالمجلس العسكري”.
وأشار إلى أن هذا الموقف من رئيس المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني ياتي بعد الزيارة التى قام بها رئيس وزراء النيجر علي لامين زين لموسكو خلال الأسبوع الماضي والمحادثات مع المسؤولين الروس لتطوير العلاقات بين البلدين.
وأشار المحلل أيضا إلى أن وجود عناصر أمنية روسية في إفريقيا تعتبر مهمتها الأولى دعم الحكومات الجديدة فى إفريقيا ضد التدخل الغربي لإسقاطها، و”رأينا ما حدث لبوركينا فاسو من محاولة انقلاب فاشلة ضد الجنرال تراوري”.
وحسب المحلل المصري، فإن هذه الدول “تحاول الآن بناء تحالفات جديدة وفقا لمصالحها الوطنية وحفظ مقدراتها بديلا عن التحالفات السابقة مع الغرب الذي كان ينهب ثرواتها. ورأينا ما كانت تحصل عليه فرنسا من ثروات النيجر، والتعامل معها من منطلق السيد والعبيد”.
وأوضح المحلل أنه “بالتالي تتعامل النيجر مع موسكو من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وأي تواجد روسي هو بناء على طلب من الحكومة وليس إجباريا”.
يذكر أن روسيا أعربت عن رفضها التدخل الخارجي في النيجر في الصيف الماضي بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، محذرة من تكرار السيناريو الليبي في النيجر.
وقالت النيجر انها تخطط لتعزيز قدراتها العسكرية بالتعاون مع روسيا
صرح وزير دفاع النيجر الجنرال ساليفو مودي بأن النيجر ستبدأ مع روسيا قريبا تنفيذ خطط تعاون تهدف لزيادة إمكانات قواتها المسلحة.
وقال وزير دفاع النيجر الجنرال ساليفو مودي لوكالة ريا نوفوستي: «منذ وصلنا إلى موسكو قبل 72 ساعة، ونحن نبحث سبل تعزيز التعاون بين بلدينا، وهذه ما زالت البداية، والتعاون في طور النمو.. في مجال الأمن والدفاع الأمور تتحرك بسرعة، فلقد عقدنا بالفعل عددا من الاجتماعات في نيامي، واستكملنا العمل هنا في موسكو، وقريبا جدا سنبدأ ببناء قدراتنا العسكرية”.
ووصل وزير دفاع النيجر إلى روسيا في 15 يناير ضمن وفد حكومي.
في 26 يوليو، عزلت مجموعة من العسكريين التابعين للحرس الرئاسي في النيجر عزل الرئيس محمد بازوم، ولحكم البلاد تم تشكيل المجلس الوطني للدفاع عن الوطن برئاسة قائد الحرس عبد الرحمن تشياني.
وفي 10 أغسطس، وقع تشياني مرسوما بشأن تشكيل حكومة انتقالية.
وطالبت السلطات الجديدة بطرد السفير الفرنسي وأعلنت نقض الاتفاقيات العسكرية مع فرنسا وطالبوها بسحب قواتها.
من جانبها أعلنت فرنسا أنها تعترف فقط بالسلطات الشرعية في النيجر، لكنها قررت في نهاية سبتمبر استدعاء سفيرها.
وبدأ انسحاب القوات في نهاية أكتوبر. غادرت القوات الفرنسية النيجر بالكامل في 22 ديسمبر 2023.
وسلمت الوحدات العسكرية الفرنسية القاعدة العسكرية في مدينة أولام (منطقة تيلابيري) ذات الأهمية الاستراتيجية على الحدود مع مالي لجيش النيجر.
المصدر: نوفوستي +RT