الى الدكتورة صفية سعادة : سعادة ما بين الصراع القومي والاجتماعي وصراع المفاهيم والمداليل

الزعيم في وضعية التحية القومية الاجتماعية

في موضع الرد على ملف صحيفة الاخبار بمناسبة سبعين عام على الاغتيال السياسي لأنطون سعادة في موضوع: شرح وتبيان لمكامن الخطأ في مقالات الملف

  • هذا الرد هو على خمسة اجزاء لما يحتوي مقال الدكتورة صفية سعادة من مغالطات وخلط –  الجزء الثالث وهو تحت عنوان : سعادة ما بين الصراع القومي والاجتماعي  وصراع المفاهيم والمداليل

الى الدكتورة صفية انطون سعادة المحترمة

تحية سورية قومية اجتماعية

مما لا شك فيه نحن لا ننتقص أي احد  محاولته ان يقدم مادة معينة في الكتابة اكان في العلوم الوضعية ام الاجتماعية, او كان في الادب  او البلاغة , او كان في التوجيه او النقد والنقض, او التقييم.  ولكن عليه ان يراعي دائما المفردات ومعانيها,  والمفردات ومداليلها.  لان الفرق شاسع دائما ما بين المعنى اللغوي والمدلول العلمي او الادبي لأي تعبير او لأي مفردة يتم استخدامها. وهذا ما اشار اليه سعادة متوجها الى الذين يقومون بالكتابة او الترجمة فوقعوا في خطأ المداليل كثيرا. فانحرفت كتاباتهم عن مقاصدها ومعانيها واهدافها وغاياتها. وفي هذا المضمون كانت معظم رسائله لجبران التويني واسد الاشقر ومن هذا المنطلق كان تقييمه لسعيد عقل وتقريعه له لاحقا ثم طرده, لان كان يخلط جدا بين الادب والعقيدة وبين المفهوم والمدلول والمعاني اللغوية فسقط سقوطا مدويا لا بل اصبح لاحقا يهودي الهوى بامتياز وهذا ما اكتشفه سعادة فيه مبكرا.

منعا للإطالة

الدكتورة المحترمة

ما دفعني للمقدمة اعلاه هي مجرد كلمة,  وهي خطيرة بمدلولها وتفقد الصراع غايته الكبرى, وهو ما جاء في هذه الجملة (صراع مرير أمضاه في مواجهة الاحتلالين الفرنسي والبريطاني لوطنه السوراقي،)

ان صراع سعادة مع الاحتلالين الفرنسي البريطاني لم يكن مريرا …

بل كان صراع ندية امة تسعى للحرية والسيادة بمواجهة  امتان معتديتان عليها, واذا ما رجعنا بتأني الى ما كتبه سعادة عن سير محاكمته في المحكمة المختلطة لسجنه الاول لعام 1935 , سعادة يعتبر ذلك اول انتصار في المعارك الكبرى واعتبر انتصاره على  المحكمة المختلطة انتصارا سياسيا عظيما, ولو ان  سعادة استشهد قبل ان يتحقق زوال الاحتلال لكنا اخذنا بعين الاعتبار مسألة (مريرا) وغضينا الطرف ولكنه حقق انجازا عظيما يسجل له خلال خمسة عشر عام من الصراع بانه اول زعيم في عصرنا الحديث يتحقق جلاء جيوش عن بلاده نتيجة الصراع الشامل وبحياته وبعد استبعاد قسري له عن ارض الوطن عاد فاتحا منتصرا شهد له مطار بيروت سنة 1947 ذلك البحر البشري الهائل الذي اخاف اعدائه الداخليين والخارجيين منه فبدأوا بحيك المؤامرة الشنيعة .  وهذا ما خذله به التاريخ ولم يذكره لان من كتب التاريخ لاحقا هم مخاصي بقايا الاستعمار ممن تأمروا على سعادة , ونفذوا عملية الاغتيال السياسي بحقه موضوعنا الاساس في هذا الكتاب .

اذا صراع سعادة كان عزيزا  وذو شأن عظيم حقق انتصار باهر, ولم يكن مريرا اطلاقا بالمعنى اللغوي لكلمة مرير… لان المرارة في الشيء هي القصر والمعاناة  وسعادة في هذا لم يكن قاصرا بل كان ندا قائدا وزعيما دانت له النواصي في حياته  زوايا قائمة تصدح لتحي سورية وليحي سعادة  والاجيال مستمرة بالنداء .

امّا مرارة سعادة فجاءت ما بين سنة 1947 و 1949 حين لم يساعده المتخاذلين في حربه ضد عصابات اليهود في فلسطين والذين رفعوا شعار …  لا سلاح للقوميين الاجتماعيين… وهذا الذي تتوج بالمؤامرة والاغتيال السياسي وليس في مقارعته للاستعمار  والاحتلال الاجنبي.

ثانيا: في مسألة الدويلات السوراقية  والهجمة الاستعمارية الاستيطانية

فقرة اولى : في التوصيف التاريخي

.. قد يعتبر البعض بان  لا خطورة في جملتك هذه (..رافضاً تقسيمه، ومحذّراً من ضياع فلسطين إن لم تتصدَّ كل دويلات سوراقيا للهجمة الاستعمارية والصهيونية الاستيطانية، وصراع آخر أشد مرارة مع سياسيي الداخل المتواطئين مع الخارج لمنع المجتمع من التحرر والتقدم.)

عزيزتي الدكتورة صفية سعادة

اولا دعوة سعادة لمواجهة الاغتصاب اليهودي لبلادنا سابق للكيانات السياسية  او الدويلات (السوراقية) التي تتحدثين عنها وهو تحذير من الخطر اليهودي وليس من (الهجمة الصهيونية  الاستيطانية) لأنها لم  تكن بعد قد ولدت هذه الفكرة بشكلها التي يتم تداولها اليوم. وانني اجد بان كل من يحاول طمس الحقيقة في تمييعها ما بين اخفاء الخطر اليهودي على سورية برمتها وليس فلسطين فحسب و حصره  بالخطر الصهيوني ليس الا ان يكون جزء  ثقافي من المؤامرة الكبرى التي تحاك لبلادنا منذ مئة عام, وما زالت مستمرة كل مرة تلبس ثوبا جديدا , مع العلم ان  تغيير الثوب لا يغير حقيقة الجسد اطلاقا .. فجسد المؤامرة هو “الخطر اليهودي الداهم وشره المستطير” هكذا وصفه سعادة, وهذه هي حقيقته التاريخية. ولن يغيرها  كل حبر الدنيا مهما تجملت الاوصاف وتخاذلت العقول في التخلي عن المواجهة لحقيقة هذا الصراع  مع هذا التنين المتعدد الرؤوس كما وصفه  ايضا سعادة  وليس الا احد رؤوسه هذه (الصهيونية) التي تزعمون.

ثانيا اما بخصوص السوراقية فكنت قد اشرت لك سابقا عن هذا الامر فلا داعي للعودة اليه رغم انك تكررينه في مقالاتك هنا عدة مرات وهذا ما يؤكد لي جنوحك للمدرسة الثقافية الاميركية في علم الاجتماع التي تعتمد التمييع الثقافي لناحية ضخ المفاهيم واعادة تصويرها لخلق صورة نمطية جديدة للعقل ليتقبلها كواقع , وفي حال تحقيقهم الغاية من امرهم لا يتوانون عن الاعتراف بخطأ ما ذهبوا اليه اذ ما تحققت الصورة النمطية, ودمرت ما ارادوا تدميره, أي حققت هدفها المنشود دون الاخذ بعين الاعتبار ان كانت حقيقة ام لا . وهذا ما يعمل عليه الاميركيون جيدا خذ على ذلك مثالا كذبتهم بما يتعلق بسلاح الدمار الشامل في العراق التي استخدموها ذريعة لتدمير ثقافة العراق وتاريخه وحضارته  ثم عادوا واعتذروا بقولهم : كانت معلومات خاطئة..

فبعد خراب البصرة ماذا ينفع الاعتذار ؟؟

ثالثا في مسالة حقيقة دعوة سعادة وتاريخها

حضرة الدكتورة المحترمة

القاصر في قراءة  التاريخ  فقط قد يأخذ وجهة نظرك هذه كأنها حقيقة تاريخية, لأنه يجهل  تاريخ الدعوة الى القومية الاجتماعية, واهدافها وغايتها. وقد يعتبر ما جاء على لسانك هنا بان سعادة فعلا انطلق من هذا المفهوم في دعوته الى القومية الاجتماعية ..

  • اليس هي جريمة بحق سعادة هذه التوصيفات وهذه الاطلاقات اللامسوؤلة؟

وهنا اعود واكرر بان غياب عمدتي الثقافة والاذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي كمراقب حقيقي لصيانة تاريخ الحزب وعقيدته فتح الباب واسعا امام الاجتهادات والطروحات المتعددة التي تغيير الحقائق وتزور التاريخ ولربما وقعت حضرتك في هذا عن غير قصد .

ثالثا: ان انطلاق الحركة السورية القومية الاجتماعية  وتأسيس حزبها لهو اكبر عمرا من اكبر كيان سياسي في (الدويلات السوراقية) التي تتدعين انه ثار عليها واسس حركته بمواجهتها (لاستبدالها) ..

الحزب السوري القومي الاجتماعي تأسس سنة 1932 , بينما اول دولة سورية تنال استقلالها السياسي المزعوم سنة 1936 أي ان الحركة القومية الاجتماعية كانت قد بلغت مبلغ النضال وعزمه, واخذت تحقق الاهداف الكبرى في ايقاظ الشعب  قبل ولادة أي كيان سياسي  وهدفها كان الامة السورية برمتها واقامة دولتها القومية الاجتماعية  فعاجلها الاستعماريون بتنفيذ التقسيم قبل ان يقوى عودها ويصبح ذلك صعبا عليهم  فكانوا بصراع مع سعادة والزمن.

لكل من يريد ان يقف على هذه الحقائق نقول لهم :  راجعوا حيثيات المحاكمة السياسية الاولى ومعركة سعادة مع المحكمة المختلطة جيدا سنة 1935 حين انكشف امر الحزب في 16 تشرين والذي اعتبره سعادة تاريخ تأسيس الحزب ردا عليها بانتصاره عليها حينما كانوا يعتقدون انهم نالوا منه فاذ به يحوّل هجومهم الى انتصار له ونشوتهم الى هزيمة نكراء وينتزع منهم اعترافا به زعيما في بلاده رغم انفهم  ويثبت ولادة حركته ونهضته السورية القومية الاجتماعية  التي اليوم نحن اعضاء في صفوفها ترسم الحاضر والمستقبل.

منعا للإطالة

رابعا: ان حركة سعادة ابدا لم  تكن ردة فعل على دويلات سياسية او طائفية انما كانت حركة قومية اجتماعية لإعادة سيادة الامة السورية على نفسها وهذا فرق شاسع ما بين الحقيقة التي نشأ من اجلها حزب سعادة وحركته وما بين التعابير الهلامية الفضفاضة المميعة للتاريخ من جهة,   ولسبب نشوء  الحزب من جهة ثانية.

وتأكيدا على كلامي هذا راجعي يا حضرة الدكتورة المحترمة رسالة الزعيم الى المحامي حميد فرنجية فهو يشرح اسباب نشوء الحزب واسباب حركته ودعوته للقومية الاجتماعية  فلم يكن فيها ذكر لهذا الهراء الذي اسمه (الدويلات السوراقية)

فقرة ثانية: في التوصيف الحقوقي والغاية لنشوء الحزب ولدعوة سعادة الى القومية الاجتماعية

ورد في مقالتكم التالي (ثار على رجال الإقطاع الذين يعاملون الفلاحين كالعبيد، وثار على أنظمة الحكم في الدويلات السوراقية التي تريد أتباعاً لا مواطنين، فتمنع الحريات الشخصية والسياسية، ومنها حرية إبداء الرأي، وحرية الاجتماع، وسعى لاستبدال الدويلات الطائفية بدولة وطنية قومية علمانية سوراقية تفصل ما بين الشؤون الدينية وشؤون الدولة المدنية، ذلك أن الدولة العادلة عليها أن تؤمّن المساواة الكاملة بين المواطنين والمواطنات بمعزل عن دينهم ومعتقدهم وعرقهم وجندرهم. نادى بدولة القانون، القانون الوضعي العقلاني الذي يتناسب ورقي المجتمع، ورأى أن السياسة تُبنى في العالم الحديث على تنافس الأحزاب وبرامجها المختلفة لا على تناحر الأشخاص ومصالحهم الخاصة، إلا أنه قبل كلّ ذلك شدد على «التراحم الداخلي الذي هو أساس كلّ مجتمع لا يريد أن يخرب».)

قد يعتبر البعض كلامي فيه تجن على حضرتكم  ولذلك فضلت اعادة  النص كاملا فيه وعليه

كنت قد ذكرت اعلاه بان نشوء الحركة القومية الاجتماعية سابق لولادة الكيانات السياسية ودويلاتها

كما كنت قد اشرت بان القومية الاجتماعية هي حركة لإعادة الامة السورية سيادتها على نفسها كما اعلن صاحب الدعوة.

من هنا نجد بان ما جاء في مقالتكم مجافٍ للحقيقة ومزوراً للتاريخ , ولربما عن غير قصد اذا ما اردنا ان نحسن الظن لأننا في جل ردودنا على ما جاء في جريدة الاخبار في مناسبة سبعينية استشهاد سعادة  نحن في معرض حسن الظن لتقديرنا للمناسبة  وشكرا لهم على الاستذكار.

ولكن السؤال:

كيف سعى سعادة لاستبدال الدويلات الطائفية  بدولة وطنية  قومية علمانية  سوراقية تفصل بين الشؤون الدينية والمدنية؟

اذا ما كانت ولادة الحزب وحركة سعادة تسبق ولادة هذه الدويلات الهجينة نفسها!!

اعتبر بان كلامكم هنا هو اسقاط لواقع قام لاحقا, على امر لم يكن قد تحقق سابقا. ولكن وفقا للمدرسة التميعيية الثقافية الاميركية التي تنشئ تاريخ وهمي وتحاول اسقاطه على الواقع لخلق بلبلة يصبح كلامك هو وسيلة في هذا الاتجاه. وهذا ما عملت عليه ايضا المدرستين الفرنسية والبريطانية في عملية خلق تاريخ وهمي لبلادنا ولمذاهبها وطوائفها وجعلت له جامعات تتخصص به , وضربت تاريخنا برمته وحولته الى تاريخ ملل ونحل سقط فيه ابناء الرسالات السماوية قبل غيرهم  وذبحوا بعضهم دفاعا عن هذا التاريخ المقيت الذي بمعظمه تاريخ مزور لا اساس له, ولا حقيقة له الا الخيال الاستعماري الذي نجح في زرعه في عقول اصحاب الطوائف , وبالتالي جعله سلاحا بأيديهم  ليستعبدوا ابناء طوائفهم دفاعا عن المذاهب والملل والنحل , واحلاما لحور عين في  الجنات والنعيم بينما هم يخسرون الارض والعرض والكرامة.

 خاتمة هذا الجزء

ان سعادة لم يسع لاستبدال أي دولة طائفية بدولة هجينة مركبة كما جاء في مقالتكم (، وسعى لاستبدال الدويلات الطائفية بدولة وطنية قومية علمانية سوراقية تفصل ما بين الشؤون الدينية وشؤون الدولة المدنية،)

وسعادة رجل علم ومعرفة لا يمكن له ان يرضى بهذه الاسقاطات السفسطائية في تركيب جملة  تغيِّب الحقيقة وتولِّد بلبلة لا اكثر.

فدولة سعادة هي قومية اجتماعية , وليست وطنية علمانية. وهنا يوجد  بون شاسع جدا ما بين القومية الاجتماعية وحقيقتها, وما بين  العلمانية البغيضة التي يتشدق بها الكثيرون دون ان يعرفوا حتى اصولها وتاريخها ونشأتها وحقيقتها (كنا قد كتبنا عن ذلك في ردا على نفس الملف في مكان اخر في سلسلة الردود هذه)

بل سعادة دعا الى اقامة الدولة السورية القومية الاجتماعية التي حارب  من اجلها, وقاتل واستشهد في سبيل ارادتها الموحدة, وارادة شعبه الذي امن به هاديا ومعلما  للأمم,

 لا من اجل استبدال شيء بشيء اخر .. بل لإقامة نظام جديد.

وهو القائل نحن لا نتقاتل من اجل استبدال احد بأحد او سياسة بسياسة اخرى  بل نحن نعمل لإقامة نظام جديد يكفل اعادة سيادة الامة على نفسها ويصون وحدتها و ويحفظ ثرواتها ,  نحن نرفض العيش ونسعى لإقامة الحياة ..

اذا ليس من اجل استبدال مقيت… لا معنى له.

انما لإقامة نظام جديد بمواجهة التخلف والانحطاط والفوضى والضياع   في صراع وجود وضع اسسه, ونال المجد في سبيله وليس من اجل مسائل توضع من خيالات الكتّاب كل على ليلاه.

  • فسعادة وضع اسس عقيدته في كتاب.
  • ووضع اسس نظامه في كتاب.
  • ورسم خطط الحرب والسلم في كتاب.
  • واسس حزبه ووضع له عقيدة ومبادئ في كتاب.
  • ورسم له مؤسساته وحياته ودستوريته وعمله وكيفية  صناعته للحياة في كتاب.
  • وشق طريق الصراع بنفسه  وعمّده بدمه في كتاب الحياة تقرأه الاجيال كل الاجيال…

هذا هو سعادة بالنسبة لنا , وهكذا نفهمه ونؤمن به ونتعاقد معه.

وهذا هو حزبه ودعوته وحقيقته التي هي نحن فلماذا نستبدلها بمفردات وتعابير لا تمت لثقافتنا بصلة؟

ايها القوميون الاجتماعيون حذاري السقوط في  العواطف فنُهزَم.

صونوا عقيدتكم وصونوا مفرداتها ومدلولاتها ففيها يكمن سر قوتها وخوف اعداء بلادنا منها فلا تسلموها لهم تسليم الاذلاء فتعودوا للعبودية بأيديكم بعد ان حررتكم القومية الاجتماعية ونهضتها منها .

واسلموا للحق والمعرفة

لتحي سورية وليحي سعادة

الرفيق هاشم حسين

كوتونو-بنين

27/07/2019

يتبع جزء رابع

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …