وجهة نظر في عين حمأة

مقدمة سريعة: في لب الموضوع

يجب ان نعترف، الساحة لا بد انها مكشوفة بسبب التساهل الذي يحصل من قوى الحق واصحاب سلاح الامن القومي والخوف من ضرب السلم الاهلي المزعوم، مما سمح لكثير من الضعفاء ان يبيعوا أنفسهم للأعداء على اختلاف مشاربهم وتحت كل مسمياتهم..

واعلم يقينا:

ان حليف عدوك هو حتما عدوك ولو رفع راية لا إله الا الله، او قال المسيح حي حي، …، فالخيانة لا تحتاج الى توضيح للكشف عن حقيقتها، فهي تتلبس لبوس دين في اغلب اشكالها، فهي تؤمن بكل الخرافات وتعتمد عليها في تمرير مشاريعها.

الوطن:

الوطن يقتل الخيانة بطبيعته، فلا تحتمله، فلذلك تلجأ الى كسر الحدود والقيم وتبيع نفسها لأقرب نخاس يدفع ثمنا لها في سوق عبيده..

وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها..، وفي وطننا يعيش بين ظهرانينا خونة كثر.. وبعضهم بكل وقاحة يدافع عن خيانته ويعتبرها شرفاً يملكه ويفاخر به.. انه حضاري.. وان ينبذ العنف ويدعو للسلام.. وهو يرفض سفك الدم كما علّمه سيده ان يتكلم بينما هو سفّاك سفّاح بائع للذمم، ويتجرأ وبكل وقاحة على اتهام الشرفاء بشرفهم ليدافع عن سفالة خيانته.

في عملية اغتيال اليوم:

ان مجريات الاحداث تؤكد، باننا في حالة حرب مفتوحة كل ساحتها، فمن الجهل بمكان ترك الساحة الخلفية مكشوفة، فلهذا وجب ضبطها قبل الخوض في معركة واسعة، والدليل، عملية الاغتيال التي حصلت اليوم في ضاحية بيروت الجنوبية وعلى بُعد يوم واحد من اكاذيب البصارة والتنبؤات الاستخباراتية التي لعى بها عملاء العدو من على شاشات التلفزة بحجة قراءة المستقبل والدجل على الناس وليست قراءاتهم الا ورقة عمل نُصت بإحكام ليتلوها هؤلاء الدجالون لتكون مشروعا يتقبله العقل عند حدوثه بقول: هكذا قال فلان وهكذا تنبأت فلانة..

الجريمة والحسم:

إذا، جريمة اليوم هي عملية امنية رفيعة المستوى ومدروسة، وضمن مسلسل يتم اعداده بإتقان لبلوغ نقطة يحاول العدو تقديم انتصار لشعبه من خلالها بعد فشله الذريع في ميدان غزة، فلجأ الى ميدان اوسع ليقنع شعبه بأنه له اليد الطولى، ويضرب حيثما يريد، ولا يخاف من أحد، لأنه يتكئ على بوارج تهد وترعد من بحر الماء وتزبد في بحر الفوضى.. ان هذا الاغتيال عملية عسكرية في حرب مفتوحة وليست مجرد حدث عابر، او عملية مفصولة السياق، او الهدف، ولكي تنجح يجب ان تركن الى قواعد صارمة.

نعم، اغتيال من هذا النوع لا يمكن ان يُكتب له النجاح او يتم لو لم يكن هناك يد ملعونة، وعين مخرومة فارغة جائعة للخيانة والمال وبيع الذمم قد راقبت المكان، واعطت الاشارة، واستلمت المقابل.. وفرّت الى خيانتها تتنعم بما سوّلت لها نفسها.

تنقية الساحة

كي نتفادى عمليات مشابهة، واغتيالات مماثلة يجب علينا اليقظة واعتبار الساحة كلها ساحة حرب مفتوحة، واعمال المبضع في عمليات خاصة ونوعية داخلية تضع حدا لكل من تسوّل له نفسه الضرب في الظهر، ومن هنا على قادة الميدان ان يدركوا انه يجب تنقية الساحة الداخلية، وان يفهموا انه لا يمكن ان تتعايش فئة خائنة للوطن وفئة تدافع عن شرف الوطن تحت سقف واحد بحجة الكذب الأهلي…

المجاهرة بالخيانة:

فالخائنون يجاهرون بخيانتهم ويأخذون على الوطنيين وطنيتهم .. اي وقاحة هي تلك.. حين يتجرأ الخائن على من باع جبينه ودمه للوطن؟!

رسالة:

البلد على مِرجل يغلي، ولا يمكن الاهمال في اي جانب من جوانب هذا المرجل، لهذا يجب ان تكون جميع العناصر جاهزة للانقضاض على الخائنين قبل ان ينقضوا عليكم ويقضوا عليكم وأنتم تتفرجون وتخافون على سلمٍ اهليٍ مزعوم يجاهر فيه الخائن بخيانته علانية ويعتبرها وطنية عليا وحقاً مشروعاً له..

الوطن أغلي من السِلم.. استيقظوا جميعكم..

كلمة اخيرة

ليعلم الجميع، وطن يحيا الحرب بكرامة وعزة ودم زاكي خير بألف مرة من وطن يحيا السِلم بمذلة ومَهانة ودم يُهدر غدراً واغتيالاً.

صونوا وطنكم قبل ان تسرقه منكم الغواني الخائنة

واسلموا لوطن صنع التاريخ مرات ولن يعجزه هذه المرة استعادة ذاته من سراق العصر والحضارة والارض والانسان والثقافة واللغة والدين والجغرافيا…

لتحي امة الحياة

امة صراع الوجود في حرب الحدود المصطنعة

الرفيق هاشم حسين

اللومي-توغو

المصدر: صفحة الكاتب – فايسبوك

02\01\2024

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً