الجمعة , 26 أبريل 2024

احتجاجات ايران بين التجربة العربية والنصائح الغربية وحقيقة الامر الواقع

مايجري في ايران ليس امرا منفصلا عما يجري في العالم عموما والعالم العربي خصوصا وهو في نفس المخطط والسياق ولكن السؤال : هل تنجح الاضطرابات في جر ايران للمواجهة مع اعدائها ام تنتهي في مهدها مبكرا ؟

كثيرة هي الدول المراقبة عن بعد والتي تضع اصبعها في جرح الاحداث الايرانية لعلها تقطف ثمرة ما وعلى هذا الاساس اتى نصح وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون طهران، بالدخول في حوار جاد بشأن القضايا التي أثارها المحتجون، وحثّ على الابتعاد عن اللجوء إلى العنف، في أول تعليق على الأحداث الجارية بإيران.
وقال جونسون أمس الاثنين، إن القضايا التي يطالب بها المحتجون “مشروعة وهامة”.

وأعرب وزير الخارجية البريطاني عن أسفه نيابة عن بلاده لضحايا الاحتجاجات في إيران، وحثّ الطرفين على الامتناع عن العنف.

وتأتي نصيحة وزير الخارجية البريطاني لإيران على خلفية استمرار أسوأ موجة من الاضطرابات تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ قيامها في 1979.

كما دعا جونسون إلى احترام حرية التعبير والحق في التظاهر السلمي بعد استمرار احتجاجات الشوارع لليوم الخامس وتردد أنباء عن مقتل 13 شخصا.
وكتب جونسون على صفحته في “فيسبوك”: تراقب المملكة المتحدة الأحداث في إيران عن كثب. نعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك حوار جاد بشأن القضايا المشروعة والمهمة التي يطرحها المحتجون ونحن نتطلع إلى أن تسمح السلطات الإيرانية بهذا.

وأضاف: ينبغي، بصفة خاصة ونحن ندخل الذكرى السنوية الـ 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أن يكون الناس قادرين على التمتع بحرية التعبير والتظاهر السلمي في إطار القانون.

وختم الوزير البريطاني قائلا: نأسف للخسائر في الأرواح التي وقعت خلال الاحتجاجات في إيران، ونناشد جميع المعنيين الامتناع عن العنف والالتزام بالقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

إلى ذلك تجددت، اليوم الاثنين، الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية في طهران ومدن أخرى من البلاد لليوم الخامس على التوالي، فيما أكدت السلطات مقتل شرطي على يد متظاهر في مدينة نجف آباد.

وفي أول إعلان رسمي عن سقوط قتلى من قوات الأمن خلال موجة الاحتجاجات، التي تعم إيران، نقلت وكالات أنباء إيرانية أن شرطيا لقي مصرعه فيما أصيب 3 آخرون جراء إطلاق الرصاص من قبل أحد المتظاهرين في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان، موضحة أن المتظاهر استخدم بندقية صيد في هجومه.

كما تحدثت وكالة “مهر” الإيرانية الموالية للحكومة، لاحقا، عن مقتل عنصرين من وحدات “الباسيج” على أيدي محتجين في المدينة ذاتها مساء اليوم.

والباسيج قوات تعبئة شبه عسكرية غير دورية تتكون من متطوعين مدنيين وتخضع لإدارة الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت وكالات أنباء رسمية، نقلا عن السلطات، مقتل شخصين بإطلاق نار عشوائي من قبل محتجين في مدينة “خميني شهر” في المحافظة ذاتها، ليلة الثلاثاء، موضحة أن القتيلين من المارة.

وارتفعت بالتالي الحصيلة الرسمية للضحايا بين المدنيين خلال التظاهرات منذ اندلاع الاضطرابات إلى 17 قتيلا، بالإضافة إلى 3 عناصر من قوات الأمن.

وفي وقت سابق، أعلن نائب محافظ مدينة همدان، شاهرخي، وسط البلاد مقتل 3 متظاهرين خلال احتجاجات وقعت ليلة الأحد في مدينة تويسكران، مضيفا أن السلطات المحلية قامت اعتقلت أشخاصا “اخترقوا صفوف المتظاهرين وتسببوا بإتلاف الممتلكات العامة وقتل المتظاهرين”.

بدورها، قالت وكالة “رجاء نيوز” المحلية شبه الرسمية إن 5 أشخاص قتلوا، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، أثناء هجوم شنه متظاهرين على مبنى تابع لسلطات مدينة قهدريجان بمحافظة أصفهان.

في غضون ذلك، استؤنفت الاحتجاجات، اليوم، في العاصمة الإيرانية طهران، ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر محتجين في المدينة وهم يرفعون شعارات معارضة للحكومة وبعضها “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي”.
وذكرت وكالة “فارس” الحكومية أن مجموعة لم يتجاوز عددها 20 شخصا تسببت بإعاقة حركة المرور قرب ساحة الثورة وسط طهران، مشيرة إلى أن قوات الأمن اعتقلت أحد قادة المظاهرات هناك.

بدورها، أعلنت وزارة الأمن والمخابرات اعتقال العديد من “المخربين ومثيري الفوضى والشغب” أثناء المظاهرات، وذلك دون تحديد عددهم أو اليوم الذي جرى فيه اعتقالهم.

لكن المعلومات الرسمية الصادرة في وقت سابق تدل على أن عدد المحتجين، الذين اعتقلوا في العاصمة الإيرانية، يفوق 400 شخص.

كما جرت الاحتجاجات، التي أسفرت في بعض الأحيان عن اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، في عدة مدن إيرانية أخرى من بينها سنندج عاصمة إقليم كردستان إيران، ومدن في محافظة لورستان، وكرمانشاه في الغرب، وشيراز جنوب غرب إيران، ومدينة قزوين وسط البلاد، وأردبيل وكرج في الشمال، وبيرجند في الشرق.

يذكر أن إيران تشهد منذ 5 أيام مظاهرات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف الأشخاص وبدأت من مدينة مشهد، التي تعد مركزا دينيا مهما في البلاد، لتتوسع لاحقا إلى العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى تنديدا بالغلاء والفساد والسياسات الحكومية الداخلية والخارجية وتردي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس الحالي، حسن روحاني.

وتتحدث المعلومات الرسمية التي أعلنتها السلطات الإيرانية عبر التلفزيون عن مقتل 15 شخصا نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في مختلف مدن البلاد، إلا أن ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن عدد القتلى يتجاوز الرقم المعلن.

وأكدت الحكومة أن الشرطة اعتقلت مئات المحتجين منذ اندلاع الاضطرابات، متهمة مجموعات من المتظاهرين باللجوء إلى العنف وتخريب الممتلكات العامة.

ورفع المحتجون شعارات ولافتات من ضمنها “الموت لروحاني” و”الموت للدكتاتور”.

وشددت السلطات الإيرانية، بما في ذلك الرئيس روحاني، على حق الشعب في التظاهر والانتقاد دون الخروج عن إطار القانوني، داعية إلى الهدوء والعمل المشترك مع الحكومة لحل المشاكل العالقة، فيما حملت مع ذلك جهات أجنبية تصفها بـ”الأعداء” المسؤولية عن تصاعد التوتر في البلاد.

المصدر :

المقدمة : محرر صدى الجنوب

اصل الخبر:

دام برس

توابع الخبر

مظاهرات ايرانية غير بريئة

وكالات

شاهد أيضاً

صحيفة روسية: الهجوم على أوديسا قد يحسم مصير أوروبا الشرقية

ذكر تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية أن لمدينة أوديسا الأوكرانية أهمية إستراتيجية كبرى، ليس فقط …