الثلاثاء , 19 مارس 2024

متى تستيقظ العقلاء لمحاربة كتب الاجرام والشرذمة

تصويري للتدليل

بجولة عامة حول ما يجري من حولنا من صراعات خطيرة، ترتكز على موروث وضع في كتب ومناهج تخلق حروب ومجازر ، نرى أنه على رجال الدين العقلاء من كل المذاهب والطوائف بات ملحّاً ان يجتمعوا ويتفقوا علنا على ازالة الدس من معتقداتهم ، ومحاربة كتب التاريخ الديني والاحاديث التي نقلت معلومات كاذبة، ومزورة عن اصحاب الدعوات المختلفة. وان يعلنوا مواقفا صريحة من الكتب الخطيرة التي شوهت حقائق تاريخية، وحولت الرسالات الانسانية الى افكار جرمية خطيرة ترتكب المجازر باسم الله ، والدين
فلم تسلم اي طائفة عبر التاريخ من هذا الجرم وكلهم ارتكبوا ابشع المجازر باسم الله، والصليب خدمة لمرضى نفسانيين سموا انفسهم رجال دين من دعاة ومفكرين وبابوات وشيوخ ارتكبوا الاجرام ، والقتل والزنا باسم الرب، والاله، والله، والشعارات الدينية على اختلاف انواعها.
ولا استثني من هذا اي طائفة على الاطلاق فكل واحدة مارست الاجرام بطريقة من الطرق بحجة الدفاع عن نفسها او حمايتها معتنقيها…
والذي ساهم في هذا الاجرام الخطير هم اصحاب الاجتهاد في المذاهب كافة، واخطرهم من الّف الكتب والتي باتت تعرف كمراجع رئيسة لهذه الطائفة او تلك واصبحت تشكل كتبا جرمية تدعوا للقتل، والذبح والتهجير .
ولم يشذ عن هذه القاعدة اي مذهب او طائفة بل يكاد يكونوا جميعهم متساوين في هذه الخصوصية، واصبحت كتب السلف عندهم مراجع تتقدم على كتب الرسالة نفسها وفي ذهنهم هي اهم وابقى.
اذا، ان رجال الدين العقلاء ، وفي كل طائفة او مذهب إن وجد هم امام مسؤوليات خطيرة تحتم عليهم ولحماية البشرية، واستمراريتها ان يتنادوا الى اجتماعات علنية يعترفون بها بكل خطر يهدد الوجود الانساني في المعتقدات كافة والعمل على الغائها ومحاربة المغالين فيها والمستغلين واعلان حملة صريحة على كل الكتب التي تدعوا للاجرام.. والغائها بحملة ثقافية انسانية تاريخية تجعل الحياة الانسانية اكثر صفاء ونقاء بتفعيل العقل والوعي والادراك بمحاربة معرفية ثقافية للجهل والتخلف والاستبداد والصلف الذي يدعو لتجميد العقل لحساب النقل …
ومن هذه الكتب الاجرامية التي اعتدت على الرسالات الانسانية وحولتها الى رسالات مجرمة قاتلة هي الكتب التي اتخذت صفة مجمع الحديث ونقل احداث الرسل واصحاب الرسالة بصفة نبذة عن حياتهم او توجيهاتهم وشروحهم لكتبهم ورسالاتهم ولكن بدس وتزوير واحاديث ونقل اساءت للرسل واصحاب الرسالات بل اساءت لله نفسه ايًّ كانت اسمائه وقدرته ومكانته في هذا المعتقد او ذاك…
فليست ايقونات كنائس اوروبا الا صورة عن المجازر التي ارتكبتها الطوائف والمذاهب بحق بعضها البعض وحولتها الى صور كتدرائية تزين بها اسقف كنائسها لتعتز بها وكذالك لدى الطوائف المحمدية هناك تاريخ اسود من القتل والذبح مارسته قوى السلطة بحق الطوائف والمذاهب الاخرى وكلتا المجموعتين من الطوائف لدى المحمديين والمسيحيين كانوا يستلهمون طرائق اجرامهم ومجازرهم من الطرائق اليهودية التي اشتهرت بالمكر والخداع والاجرام واستغلال الله لتحقيق مبتغاهم .
وزد على ذالك الكتب الدينية التي سخرت برمتها كمنهاج للقتل، والتجريم مثل صحيح البخاري ومسلم الذين كتبا بعد موت النبي محمد بحوالي المئتين سنة على شاكلة الاناجيل التي كتبت بعد ارتقاء المسيح باكثر من ثلاثمائة سنة ولم تشذ عن القاعدة التوراة وتلمود وكتب اليهود التي كتبت بعد موسى باكثر من الف وخمسمائة سنة وبعد ولادة المسيح بسبعمائة سنة، وهذا ان دل على شيء فهو يدل بان هناك من له مصلحة بايجاد هذا النوع من الكتب لتخدم مصالحه. ولهذا عمل جاهدا على ولادتها بكل ما تحتوي من تشويه للتاريخ وتزوير للرسالات السماوية عموما والانسانية برمتها. وهي باغلبها خلطت ما بين ما كتبه الانسان من ثقافة تاريخية وما بين ما جاءت على اساس انها كتب منزلة من السماء ولما اصبح الدمج والتشابه لدرجة يصعب فيها التمييز ما بين ما هو انساني وما هو رباني كثر الاجتهاد وتحولت كتب الفقه الى سيوف خطيرة على رقاب المذاهب وسلاح فتاك تستخدمه قوى السلطة لتمرر سياساتها ولتحكم تارة بقوتها وتارة بقوة اسم الله في نفوس العباد فسقطت الاديان العوبة بايدي السلطة من ناحية واصحاب المال والاقطاع من ثانية ثانية فتحول الدين الى سكين على رقاب الشعوب بدلا من ان يكون رحمة للعالمين …
واكثر ممن ساهم بذالك هم الدجالين الذين حولوا افكارهم ونظرياتهم واهوائهم مضافة الى اهواء السلطان و الحاكم الى كتب ومراجع ترتكز عليها النفوس المهزومة لاحقا ولتحولها الى السلاح القاطع في تقسيم المجتمعات، والامم والدول الى طوائف ومذاهب متصارعة بشكل دموي باسم الدين والدفاع عن الله الذين هما بريئان براءة تامة من هذه الترهات المجرمة.
اذا، من هنا، اذ ندعو رجال الدين العقلاء والباحثين في علوم الاجتماع والانسانيات بالتنادي فعليا لتنقية التاريخ من الشوائب وعزل كل الكتب المجرمة والمشجعة على الاجرام والقتل باقصائها كليا من التداول والبدء بكتابة التاريخ بشكل صحيح ووضع مناهج صحيحة لتجمع البشر على بعضها وتمنعها من الحروب الدينية لتحولها الى وحدة ثقافية تجمع الانسانيات كلها بثقافة اجتماعية تحصنها تحصينا قويا بمواجهة كل الاحابيل التي قد يصنعها الطامعون واصحاب المصالح الخصوصية في كل المذاهب والطوائف والضرب بيد من علم ومعرفة بمواجهة التخلف والحقد والكراهية.
نعم لوضع حد للكتب المجرمة ولاي طائف كانت تتبع
نعم لكتابة تاريخ جديد يحصن الانسانية بمواجهة التخلف والانحطاط.
فهل من عقول عندها استعداد للتنكب لهذه المهام العظيمة؟
الايام هي خير مجيب …
اما نحن السوريون عموما والقوميون الاجتماعيون خصوصا فعلينا تحصين انفسنا بعقيدتنا القومية الاجتماعية بمواجهة كل تلك الانحرافات لنكن العبرة الحقيقية لحاجة الانسانية الى يقظة حقيقية لمحاربة التخلف والانحطاط والتمذهب والتطيف لبناء مجتمعا جديدا على اساس مفاهيم قومية اجتماعية تؤسس لحياة على اساس المزيج المتجانس والوعي والادارك والنفسية الموحدة للمجتمع بنفسية جديدة ترتقي على اساس قيم الحق والخير والجمال بمواجهة اسس التخلف والتشرذم والحقد والكراهية.
فهل نتعظ قبل الفوات؟!
واسلموا للحق والمعرفة
لتحي سورية وليحي سعادة
هاشم حسين
ماجستر في فن الادارة والتطوير والمستقبلي والتنمية
باحث في علم الاجتماع

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …