في كتاب عن تاريخ سورية والحضارات القديمة فيها يحدد مفاجأة كبيرة لغوياً
معينا بأن كلمة إله لا تعني اطلاقا كلمة: الله. كما انها ليست مرادفاً لها
وخصوصا في اللهجات الاكادية والكلدانية والساتي والارجح ((السادة)(الحثية)) فكلمة إله تعني: الناسك المتعبد المعتزل عن العامة فيسمى: إله ومؤنثها إلهة … والكلمة هي نفسها بكسر الالف او فتحه إله، أله، إلهة، وألهة، وكانت تختلف بين لهجة ولهجة فقط على جري عادات ولهجات عصرنا الحالي يختلف نطق الكلمات والاحرف بين منطقة واخرى..
ولما جاء عصر اللغة (العُرابية) لغة الحور اللغة الاكادية-السريانية المتقدمة لهجة سكان المنطقة الوسطى لبلاد مابين النهرين وشرق الاردن ومنطقة الكوت والتي اسميت لاحقا باسم اللغة (العربية).. والتي نسبت لجزيرة العرب ظلماً وبهتانا والتي تطورت كما نحكيها بعصرنا الحالي اخذت الكلمة للتدليل على السادة في القبائل واصبح كبير القوم الههم .. اي سيدهم وسميتة إله القوم، اي سيد القوم ورأسه…
وجميع الجماعات والشعوب المختلفة التي نزلت بلادنا او تأثرت بثقافتنا والقبائل القديمة على اختلاف معتقداتها كانت تؤمن بقدرة تحكم الكون وتسيطر على الوجود وجميعهم كانوا يعبدون إله.. واحد بمعنى الله واسمه: إئيل وهو خالق الكون وكل شيء بمعتقدهم.
وائيل مؤنثها ائيلات وهي بشقين: ائل -لات ولات تعني السيدة القوية حاضنة الماء وائيل تعني “قوة- الاتية” اي ابن سيدة القوة: واللات هي نفسها الهة الماء ومنها جاء تعبير (لت، لته، لت بالماء، اي غمسه بالماء)، اي سيدة الماء التي تتغمس بماء الرجل (آدم).. والماء هنا يعني (ماء الرجل) وهي القوة المطلقة، ورمز البابليون للأرض و للقوة المطلقة ب”إمراه” اي انها تحتضن ماء الرجل كما تحتضن الارض البذار، ومذكرها ائيل اي انها تعني القدرة الكلية التامة اللامتناهية ولهذا سميت الملائكة كلها تيمنا به كمساعدين ورسل مثل: جبرائيل، ميكائيل، عزرائيل، اسرافئيل، اسرائيل، عمونائيل، واسميت المناطق التعبدية باسمه: باب ائيل، جب ائيل، باع ائيل بكا ائيل، شمائيل، تاع نائيل،هرقائيل،جل ئيل، كرمائيل، كبرائيل، أنائيل، قانا جل ئيل،
وفي عصر الترجمة وقعت الجريمة التاريخية بأن تحول السادة الى مفهوم غيبي وكلمة إله ترجمت بشكل خاطئ الى: الله..
ولهذا خطأ الترجمة جعل كل نساك بلادنا في الحضارات القديمة آلهة بمعنى الله… بينما هو بمعنى: المتنسك المتعبد.. او العاكفون على العبادة في معابدهم وأصبحوا لديهم درجة من القداسة والتبجيل وأصبحوا فيما بعد يُعروفون باسم القاديشو جمعها قاديشون او القديس، او القديسون والكلمة هي نفسها بين الكنعانية: قديس وقدس وبين الآرامية- الحثية: قوديش وقاديش (بضم الالف حسب لهجة اهل شمال لبنان وعكار اليوم حيث ينطقون الالف واواً) ونطق الشين سين والسين شين وهو الفرق بين اهل كنعان واهل باب ائيل وكانوا يرمزون الى ائيل الاعلى باسم: سوريو او السيد الاعلى: شاميش، ساميس.. بتسكين الشين، والسين الاخيرة وهي نفسها الكلمة العربية: شمس بتسكين السين الاخيرة
وجاءت آيات قرأنية كثيرة ايضا لتعيد الامر الى نصابه بان الإله بمعنى الله هو واحد واشرّت كثيراً الى هذا الامر (اليه عاكفون)، للتفرقة بين الله الواحد الاحد (ائيل) الذي (إله واحد اليه عابدون) وبين القديسين الذين اعطوا مرتبة الكهنوت الاعلى (إله). وهناك فرق شاسع بين مسألة (العكف الى الاله…) اي اللجوء اليه (التعبد لله…) اي الخضوع له.
ولهذا نحن نلفت النظر الى عدم الوقوع في خطأ الكتب التي خضعت للترجمة او تلك التي اخذت عنها وجعلت من قديسي بلادنا الهة بمعنى الله وحولتهم الى درجات غير التي هم عليها بسبب نزعة دينية تحولت مع تنامي الرسالات السماوية الى نقمة على بلادنا اغرقتها في حروب الدفاع عن الله مقابل الميثولوجيا خدمة لأهل التيه صناع القصص والخيال الذين سرقوا تاريخ بلادنا وجعلوه ديناً لهم وظلهم اليه يعكفون وجعلوا من انفسهم فوق الناس اجمعين وكان لهم من شعوبنا اناس صدقت رواياتهم وخزعبلاتهم، واصبحت جزء لا يتجزأ من ثقافة المعابد وكأنها حقيقة اصبح لها دعاة اسموا انفسهم ظلما وعدوانا: رجال الدين… (محمديين ومسحيين) على حدٍ سواء جلهم في خدمة رئيس الحبر الأعظم وهو رئيس الكهنوت العام ويعرف باسم: الحاخام بلفظ ولهجات اهل باب ائيل.
للذين يخطئون بهذا الامر نقول لهم: في بلادنا لم يكن يوجد تعدد الهة كما يظن البعض ويتوهم، بل كان يوجد قديسين وشرفاء كانت لهم مكانة بين ابناء شعبهم فقدرهم واحبهم … ومن اراد تدمير تاريخنا وثقافتنا حولهم الى الهة بمعنى (الله) فاختلطت الامور عند البعض، وأصبح يرفض تاريخ بلاده بحجة الكفر … بينما هم حقيقة، وللوهم الذي يسيطر عليهم وسراب المعتقدات بأرقي حضارة وتاريخ وثقافة يكفرون… حضارة الامة السورية، سيدة الارض والسماء … ارض الثريا والثرى ارض الشمس والتراب
د هاشم حسين
باحث في علم الاجتماع
30\11\2022
للبحث صلة