الثلاثاء , 19 مارس 2024

الميدان من الشام حتى اليمن هو سيد الموقف وهو من غير المعادلات لا الثرثرة السياسية والمواقف العشوائية

لم يغير الإعلان عن الاتفاق الأميركي التركي مشهد الارتباك بين طرفي معادلة حلف الناتو في المنطقة، تجاه التقدم النوعي للجيش السوري في إدلب، حيث تبخرت الرهانات على عقدة نوعية تغير نتائج المعارك السابقة التي خاضها الجيش السوري، وتفرض معادلة الاستعصاء العسكري بالقوة، ويصير طلب المساعدة السياسية من واشنطن وأنقرة حاجة روسية، وجاءت الوقائع تقول إن تلكؤ ركني الناتو في الإيفاء بالتعهدات جعل الخيار العسكري وحيداً وفاعلاً ومجدياً في آن، ما استدعى تقارب تركيا – أميركا لتقييم التطورات ومواكبتها تحت عنوان غرفة العمليات المشتركة، التي لا تبدو تعبيراً عن القدرة على طي صفحة الخلاف على كيفية التعامل مع الملف الكردي في سورية. والخلاف برأي مصادر متابعة سيزداد مع تزايد أهمية المنطقة الشرقية في سورية كلما تقدم النجاح العسكري للجيش السوري في المنطقة الغربية، حيث سيبحث كل من الفريقين التركي والأميركي عن مصالحه المباشرة في كيفية توظيف دوره في سورية، وفقاً لخطة لا تقرّرها مصالح الآخرين وحساباتهم وهي حكماً متناقضة، والإعلان عن الاتفاق التركي الأميركي حول المنطقة الآمنة في سورية بمعزل عن قدرته على النجاح أم وقوعه في الفشل، هو وقاحة سياسية وقانونية بالتمادي في انتهاك سيادة دولة مستقلة هي سورية، كما قال بيان الحزب السوري القومي الاجتماعي.

الارتباك التركي في سورية محكوم بالقلق من سقوط القدرة على مقايضة تسهيل العملية العسكرية في إدلب مقابل الحصول على تسهيل عمليّته الموعودة، بوجه الجماعات الكرديّة المسلحة، وكذلك الارتباك الأميركي في سورية محكوم بالخشية من سقوط ورقة المقايضة للوجود الأميركي بالوجود الإيراني طلباً للحصول على جوائز لـ إسرائيل ، كلما تقدّمت إنجازات الجيش السوري وبدت أن ساعة المنطقة الشرقية تقترب، وهو ما حملته الإشارات المتسارعة من ميادين المواجهة في جوار خان شيخون التي بات حصار الجيش السوري لها محكماً، وكلما تقدّم الجيش السوري زاد من الارتباك الأميركي والتركي معاً، لأن الجهة المعنية بالمقايضات الموعودة لكل منهما ليست الآخر، بل سورية والحلفاء.

الارتباك الأميركي في سورية بدا مشابهاً للارتباك الأميركي في التعامل مع إيران، وفقاً لما حملته أخبار الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية العملاقة من قبل سلطات جبل طارق العاملة تحت الرعاية البريطانية، ورفضها طلباً أميركياً لمواصلة حجز الناقلة في خطوة بدت أقرب للنفاق السياسي والإعلامي، مما هي قرار جدي تجرؤ حكومة جبل طارق على رفضه.

مثل كل الساحات الأخرى من إيران إلى سورية، الارتباك الأميركي بدا في لقاء وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو مع رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد حملة داخلية وخليجية إعلامية منسقة تبشر بقرارات أميركية نوعيّة في سيرها للتصعيد في مخاطبة الدولة اللبنانية ومؤسساتها تحت شعار، إما أن تشاركوا في الحرب على حزب الله أو تصير الدولة ومؤسساتها أهدافاً للحرب الأميركية، وإذ ببومبيو يخذل المراهنين من حلفائه على قرارات تصعيدية، فيؤكد أن لحكومته مشكلة مع إيران وحزب الله، لكن حكومته لا تحمّل الدولة اللبنانية أعباء ومسؤوليات ذلك وهي ستدعم مقررات مؤتمر سيدر، وترسيم الحدود البرية والبحرية للبنان، كما تدعم استقراره.

لبنانياً، كان الحدث في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الانتصار في حرب تموز عام 2006، وقد تضمّنت كلمة نصرالله محوراً أولَ رسم خلاله مستقبل معادلة الحرب المقبلة مع كيان الاحتلال بالقول، إن المقاومة في الحرب المقبلة وقد زادت قوتها أكثر من 500 مرة ستدمّر جيش الاحتلال ودباباته وكتائبه وألويته على الهواء في بث مباشر هو جزء من خطة حرب جديدة ومبتكرة ومفاجئة وإبداعية وضعتها المقاومة، أما المحور الثاني فكان تحدّث السيد نصرالله كمنسق عام لمحور المقاومة، مؤكداً أن معادلة الردع لم تعد لبنانية فقط بل صارت إقليمية وأن ربط معارك مكوّنات محور المقاومة ببعضها البعض زاد مكوّنات المحور والمحور نفسه قوة، بحيث صارت الحرب الأميركية المنتظرة على إيران مستحيلة. وخصص نصرالله المحور الثالث للمعادلة الداخلية مجدداً رفض المقاومة لصرف انتصاراتها وفائض قوتها في الداخل، رداً على كلام البعض عن خوف من الإقصاء، متسائلاً لو فاز محوركم وانتصرتم ماذا كنتم ستفعلون بنا؟ راسماً معادلة الداخل بالقول، لسنا نحن مَن يريد إقصاء أحد لكن المتحدثين عن خوف من الإقصاء يريدون إقصاء شركائهم في طوائفهم، والمطلوب أن لا يُقصي أحد أحداً.

المحرر السياسي – البناء

العنوان : صدى الجنوب

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …