الجمعة , 26 أبريل 2024

الى الدكتورة صفية سعادة : حين يموت العقل وينموا مكانه الحقد

الدكتورة صفية انطون خليل سعادة

في موضع الرد على ملف صحيفة الاخبار بمناسبة سبعين عام على الاغتيال السياسي لانطون سعادة في موضوع: شرح وتبيان لمكامن الخطأ في مقالات الملفهذا الرد هو على خمسة اجزاء لما يحتوي مقال الدكتورة صفية سعادة من مغالطات وخلط –  الجزء الاول وهو تحت عنوان : حين يموت العقل وينموا مكانه الحقد

مقدمة: وفيها تبيان التضارب بين المدرسة السورية والمدرسة الاميركية في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا. اردت ان اقدم ردي هذا تحت عنوان له مغزاه الاصلي  وهو مرتبط بحالة تعرف الدكتورة صفية سعادة تفاصيلها ولكنها تريد الانتقام من كل شيء لا من اصل مشكلتها 

ولهذا اعتبر بان كل كتابتها موضع شك وريبة واختطاف لإرث سعادة وحرفٍ لعقيدته ودس فيها باستغلالها الرابط الابوي معه ولكنها تجهل او تتجاهل عن قصد بان سعادة ليس حكرا لها او لأي احدٍ في هذه الامة لأنه بعقده القومي الاجتماعي هو وقفٌ على الامة السورية, ولها وحدها حق الاستئثار بفكر سعادة, وارثه وتاريخه حتى وقفة عزه.

ولا يجوز لأي احد على الاطلاق المس بعقيدة سعادة او تزويرها او اعادتها الى الوراء من بعد ان وضع سعادة قواعدها النهائية  مثبتا اياها دستوريا.

وكل دسِ او مس بهذه الدستورية لعقيدة سعادة هو اعتداء عليه اولا, واعتداء على عقيدته ثانيا, أي كان الشخص الداسس واي كانت صلته بأنطون سعادة اكانت حزبية ام عائلية ام رحمية يستظل تحتها .

وكل من يحاول ان يقفز على ذلك باي حجة كان, هو يعلن في نفسه  تجريد نفسه من كل حق في سعادة,  ويقتل في نفسه ملكة العقل الشرع الاعلى ليتولد مكانه الحقد الاعمى والاعتداء الموجب الدفاع   واختصر فيه قولا : حين يموت العقل  ينموا مكانه الحقد.

وهذا حال الدكتورة التي نعز ونحترم كشخص ولكننا نختلف معها فكريا وعقائديا ومدرسة في الصميم.

ان ما حصل منذ خمسين عام مع الدكتورة صفية سعادة في طفولتها  ومن ظلم ارتكبه بعض  الاشخاص في الحزب من الرعيل الاول ولّد في نفسها حقد لم تقدر على الخروج منه بعد , وبسبب انهائها دروسها في أمريكانيه مما زاد الطين بلة تأثرها بالمدرسة الاميركية في علوم الاجتماع  والأنثروبولوجيا, و التي تعتمد التمييع الثقافي وترتكز اصلا على ذلك وهي تعرف بالمدرسة الثقافية  والتي هي خليط ثقافي لمجموعة من البشر  من شعوب مختلفة لم تتحد فيما ببينها بعد رغم تشكلها  منذ 400 سنة تقريبا ومن 52 ولاية تحكمها الفدرالية السياسية والاجتماعية والثقافية  والقضائية – العدلية والحقوقية وليس الدولة الموحدة  والمجتمع الموحد  حيث تعتبر المدرسة الاميركية  الشعوب ارث ثقافي له نسق مستقل قبل ان يكون ارث جغرافي-تاريخي-معرفي-حضاري مشترك. وهو هذا الاخير ما تميزت به المدرسة السورية عموما في علم الاجتماع. وهي تختلف في جوهرها مع المدرسة الاميركية بالصميم العلمي-المعرفي والسبب هو حضاري بالدرجة الاولى لان الثقافية الاميركية  هي نزعة انسانية تعاني من اللاتاريخ انساني بسبب حداثة نشأتها التي لم تتعد ال 400 سنة كدولة, وكتجمع بشري . ولا تتعد ال 200 سنة كدولة لها اسسها التي ترتكز عليها . وهي مزيج لم تتجانس اجتماعيا بعد, وحياتها قائمة وفق القانون الوضعي الذي يحكم المجتمع وفق نظم سياسية صارمة مغلفة بقوانين اجتماعية شكلية لها تفسيراتها الدائمة لما يوافق مصالحها السياسية, لا بما يوافق مصالحها الاجتماعية . والتي تنطلق من خلالها لتدمير الشعوب والاعتداء عليها , وهي مجرد طفل لم يبلغ مرحلة الحبو مقارنة  مع الثقافة السورية الانسانية الحضارية-التاريخية التي تعود ما قبل الزمن التاريخي الجلي  التي تتميز بمزيد متجانس عمل الاستعمار الأجنبي على الفتك به بشكل خطير من خلال التقسيم الجو-سياسي,  ثم التقسيم السيو-اجتماعي, ثم التقسيم الديني والمذهبي  القاتل, والتي تعتبر اخطر حرب تخاض ضد بلادنا, وضد تاريخها, وانسانها السوري كما اعلنت القومية الاجتماعية عبر مدرستها  القومية الاجتماعية التي وضع اسسها الحديثة وقواعدها العلمية المفكر والباحث والفيلسوف انطون سعادة السوري الهوية والانتماء .

ومن هنا اعتبر ردي على الدكتور صفية سعادة هو رد علمي يرتكز على صراع بين مدرستين مختلفتين في المنهج والاسس والعلوم. والخلط بين هاتين المدرستين اخذ بالدكتورة صفية سعادة الى الانحراف اولا, والتشدد ثانيا, والتشتت ثالثا, وغياب المفاهيم القومية الاجتماعية الصحيحة رابعا  لما يختلج في عقلها من صراع ميّع الحقائق لديها وحولها  الى هائمة على نفسها بين القومية الاجتماعية التي لا تعترف بها , وبين الثقافية الاميركية التي تختزنها في عقلها كمرتكز انطلاقة في البحث والاستقصاء والتحليل والتعليل.

وهي تدرك تماما ما اقصد في كلامي, وكنت قد توجهت لها برسائل سابقا بهذا المنهج كما أنني بلقائي مع حضرة الامينة اليسار انطون سعادة الجزيلة الاحترام  كنت قد حدثتها قائلا بان تحاول جهدها في مسألة مناقشة الدكتور صفية سعادة ببعض الامور  التي لا مجال لذكرها هنا  هذا أولا.

 ثانيا لا احد يحاول ان يجعل من نفسه قاضيا في مسائل علمية بحتة يجهل تفاصيلها  ويعتمد فقط على العواطف في الرد او المواجهة وانا على استعداد تام لمحاورة الدكتورة صفية  مباشرة ولمناظرتها في أي مكان تختاره والعرزال حلبة نقاش وحكم بيننا اذ ارادت .

واسلموا للعلم والمعرفة

لتحي سورية وليحي سعادة

الرفيق هاشم حسين

باحث في علم الاجتماع وفقا لمنهاج القومية الاجتماعية السورية

27/07/2019

جزء اول – يتبع جزء ثان

شاهد أيضاً

السيد الحوثي للشعب الفلسطيني: لستم وحدكم ونحن واثقون بالنصر

قال قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي “ننصح الأمريكي …