يشارك رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في قمة “بريكس” في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، في خطوة اعتبرها البعض مسمارا مصريا دقّ في نعش الدولار.
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء غدا كلمة مصر في جلسة الحوار رفيع المستوى، كما من المُنتظر أن يُشارك بمُداخلات في بعض الجلسات الأخرى، إلى جانب عقد لقاءات مع عددٍ من ممثلي الشركات.
وقال الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ومستشار المركز العربي للدراسات أبو بكر الديب إن قادة مجموعة “بريكس” التي تضم 5 اقتصادات صاعدة، وضعوا خلال قمتهم في جنوب إفريقيا، ملف توسيع التحالف وضم دول جديدة، متوقعا أن يصبح التكتل بديلا جيوسياسيا لـ”مجموعة السبع”، وأن هذه القمة بدأت رحلة التخلي عن الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية العالمية، وبذلك يكون أول مسمار قد دق في نعش العملة الأمريكية.
وأوضح الديب أن الكثير من البلدان تسعى للانضمام إلى مجموعة “بريكس” للاستفادة من المميزات الاقتصادية والسياسية التي تقدمها كالأسواق والاستثمارات الجديدة، مضيفا أننا علي أعتاب عالم متعدد الأقطاب وقد قدمت 23 دولة حتى الآن من أصل ما يزيد عن 40 دولة راغبة، قدمت طلباتها للانضمام إلى مجموعة “بريكس”.
وأضاف أن من الدول التي طلبت الانضمام رسميا الإمارات، ومصر، والجزائر، والأرجنتين، والبحرين، وبنغلاديش، وبيلاروس، وبوليفيا، وكوبا، وإثيوبيا، وهندوراس، وإندونيسيا، وإيران، وكازاخستان، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وفلسطين، والسعودية، والسنغال، وتايلاند، وفنزويلا وفيتنام.
وأشار إلى تصريحات مهمة للغاية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد فيها أن التخلي عن الدولار لا رجعة عنه، وأن المجموعة تهدف إلي التنمية الاقتصادية وزيادة صوت أعضائها في المنتديات العالمية وأن “بريكس” عقدت أول قمة لها عام 2009 مع 4 أعضاء، ثم أضافت جنوب إفريقيا في العام التالي، قبل أن تطلق بنك التنمية الجديد عام 2015 ويضم دولا أخرى.
ووفق المنصة الرسمية لفعاليات القمة الـ15 لدول “بريكس”، ونظرا للمصالح المتزايدة، فإن الأعضاء المؤسسين على استعداد لفتح أبواب المجموعة لتوسيع عضويتها، وسيطلق عليها اسم “بريكس بلس” أو “بريكس +”، على غرار مجموعة “أوبك بلس”.
وأكد أن إنتاج المجموعة يمثل 56.65 تريليون دولار من الناتج العالمي، كما تعدّ 40% من سكان العالم وتشغل 26% من الاقتصاد العالمي.
ولفت إلى نجاح المجموعة في إنشاء بنك جديد، وسعيها لتدشين عملة موحدة وأن افريقيا ستكون أبرز الرابحين.
وأشار أبوبكر الديب إلى تصريحات الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، بأن مجموعة “بريكس” تفوقت على مجموعة السبع اقتصاديا، وأن وجود ثلاثة أعضاء من “بريكس” في مجموعة العشرين يعزز الدفاع عن مصالح دول الجنوب فيما أيد الرئيس الصيني شي جين بينغ توسيع مجموعة “بريكس”، وذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه أحد وزرائه في منتدى أعمال “بريكس” في جوهانسبرغ امس الثلاثاء.
وكان رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد العرابي، قد صرح بأن القاهرة تعتزم تقديم طلبها للانضمام إلى “بريكس” في القمة الحالية للمجموعة وتعول على روسيا في دعمها.
يذكر أن بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، أظهرت ارتفاع قيمة الصادرات المصرية لدول مجموعة البريكس لتسجل 4.9 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 4.6 مليار خلال عام 2021.
وبلغت قيمة الواردات المصرية من دول مجموعة البريكس 26.4 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 23.6 مليار خلال عام 2021 .
وأشارت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، إلى ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة البريكس لتصل إلى 31.2 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 28.3 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 10.5%.
المصدر: RT