تحت عنوان الاعلام والحسم في المواجهة.

الاعلام حين يكون اقوى من الحقيقة

يجعل الاشاعة سيدة الموقف.

في اي مجال مهني او عملي او سياسي او اجتماعي او رياضي

او حتى في العلاقات الشخصية والبزنس والاعمال،

الاعلام المعادي يغلب الحقيقة حين لا يّواجَه بإعلام حليف اقوى يعيد الامور الى نصابها…

حين يواجهك الشر بخبثه لا يمكنك مواجهته بالكلام الجميل، ولا بتبادل البسمات والتربيت على الاكتاف، او بإظهار الود او في عملية استيعاب الموقف منعا من الانزلاق نحو الاسوأ كما يشاع دائما…،

فالأسوأ حين يقع ستدفع الثمن غاليا انت قبل سواك..،

إذا، من هنا ما يجب ان ندركه جيدا لا يُواجَه الشر بالكلام بل بالعصف العظيم…

إذا كنتم اقوياء سرتم الى فرض ارادتكم، وتحقيق امالكم، والوصول الى مرادكم.

واعلموا بان القوة لا يمكن تمريرها عبر عربون صداقة او رعبون حماقة، او لياقة او لباقة او بتقديم من الزهر باقة..،

بل بأزيز يعيد دماء العزيز، ويحيط العدو بهالة من الخوف تجعل ليله كنهاره انتظار وانتظار للانتقام العظيم، فيسقط بخوفه قبل المواجهة.

كثيرون قدموا السياسة على المواجهة…، وقدموا المصالح الضيقة على المصالح القومية العليا، فما نالهم الا السقوط المخزي دائما في وُحوُل النتائج التي جعلت مواقعهم ضعيفة، وقوتهم مبددة، ونصيبهم ليس الا فتاة لا قيمة له.

لهذا، “القوة هي القول الفصل” في ميدان صراع الحق في مواجهة الباطل، وفي اشتداد نزاع الشر في محاولته هزيمة الخير.

والمواجهة لا تكون بسلاح قوي فقط، بل بحضور قوي، بخطاب قوي، برسائل واضحة، بحقيقة لامعة لا يمكن ان يظهرها الا اعلام قوي قادر مقتدر على اثبات الحق واعلانه قبل الصدم.

ان لم نمتلك اعلاماً قوياً حقيقاً نواجه فيه المعركة الحقيقية، ستكون الخسارة دائما مدوية ولو ربحنا الميدان..

حصنوا انفسكم بإعلام حقيقي قادر وقوي تربحون نصف المعركة والنصف الاخر مال وسلاح ورجال…

الاعلام القوي – المعادي (وكما يجري حاليا) يجعل من حادثة الكحالة اعتداء على المجتمع…

والاعلام الضعيف (كما هو حالنا اليوم) يجعل من اصحاب الحق معتدين رغم الاعتداء عليهم..

هذه هي الحقيقة، ان الاعلام حين يخاطب بيئته هو فقط لإقناعهم بأنه صاحب حق، هو اعلام فاشل بكل المقاييس، فالمتحابون والعشاق لا يحتاجون الى اعلام ليقنعهم بحبهم او عشقهم لبعض!!

بل هم يحتاجون الى اعلام يُظهر للأخرين حقيقة حبهم وعشقهم ليستطيعوا ان يدافعوا عنه بشغف وبعزيمة.

لهذا الاعلام يجب ان يكون موجّهاً الى البيئة الاخرى بقوة.

ليقدم الصورة الحقيقية عبر وقائع حقيقية، ومسار اعلامي صحيح يخاطب الاخر وليس نفسه او جماعته..

الضحية:

لم تهزمنا اسرائيل بقوتها … بل هزمتنا بقوة اقناعها للغرب انها ضحية بيننا.. هذه حقيقة مؤلمة..

بإعلامهم استطاعوا ان يقنعوا الغرب انهم ضحايا يعيشون بين ارهابيين ومجرمين وجبت حمايتهم منهم فنالوا عناية الغرب كله وتشابكت مصالحه معهم فقدم لهم هذا الغرب كل الدعم.

ونحن نجرد أنفسنا من حقنا وعجزنا عن تقديم حقوقنا للغرب لأننا لم نخاطبه الا بالسلك الدبلوماسي الكاذب.. ونسينا الشعوب ونخاطب اهل السياسة فقط بإعلام فاشل لا يخاطب الا مجتمعاتنا نحن وتحول مع هذا الخطاب اعلامنا الى مهزلة تاريخية ما يلبث ان يفقد حتى ثقة البيئة الحاضنة لفشله الذريع..

الاعلام القوي:

صناعة اعلام قوي، يجب ان تكون هدف اي قوة تريد ان تنتصر في الحرب..

وما لم تصنعوا تلك القوة الاعلامية.. سيبقى الحال عليه.. من سقوط الى سقوط نصوّر فيه لأنفسنا حتى الهزائم انتصارات..

لأننا بصراحة لا نخاطب إلا أنفسنا فقط، ونحاول اقناع أنفسنا بأننا لمجرد اننا بقينا على قيد الحياة يعني اننا انتصرنا..

مؤلمة هي الحقيقة، الاعلام الفاشل..، هو سبب كل هزائمنا وخسائرنا وتشتتنا وفقداننا روح المبادرة… والانتصار الحقيقي.

الاعلام هو قوة الحسم في المواجهة، ودونه ستكون النتائج مجرد تخمين افراد، واستنتاجات محللين فاشلين على الشاشات يبيعون ويشترون المواقف بثمن بخس..

الاحزاب مهما كانت قوية، ما لم تمتلك اعلاماً قوياً، هي احزاب فاشلة لا تستحق الحياة، ولا تستحق حتى الاحترام من اقرب مقربيها فكيف من الاجانب والاعداء؟!..

صناعة النفس:

من يصنع نفسه بنفسه ويثبت حضوره ابدا لا يمكن مقارنته بالوهم او ان يكون كمن يتم صناعته من الاخرين، فالإعلام يصنع الانتصار.. وبه نصنع أنفسنا، وإذا عجزنا ان نصنع أنفسنا.. النتيجة واضحة. … سنكون فقط نطبق مجرد تفاخر القرعة بشعر جارتها.. وكالعقيم يفاخر زوجه بصراخ ابناء الفحول.. لا أكثر

فحين ننتظر ان يعلن اعداء بلادنا تحقيقنا تأمين حقوقنا وتحصيلها وصيانتها عبر شاشاتهم، نكون كمن ينتظر هطول المطر في الصحراء…

فنحن في ذهن الغرب عبر اعلامهم القوي مجرد ارهابيين ومجرمين نقتل الاطفال والابرياء والمساكين من الحضاريين والمساكين والمحاصرين من مخيمات وتجمعات الارهابيين ويتناسوا بأنهم هم من شرد اهل المدن والقرى ليُسكِنوا فيها شذاذ الافاق والذين يبنون الارض التي لا شعب فيها كما حاولوا تصوير ذلك لمجتمعات الغرب واهله ونجحوا بذلك نجاحا باهرا ورضينا نحن حياة المخيمات والتشريد واعتبرناها انتصاراً لأننا ادمنا الصبر وطول الانتظار..

الشعوب نائمة:

نعم هذه هي الحقيقة، مهما بالغنا بالقول بان الشعوب تستيقظ..

الشعوب نائمة ملتهية بمشاكلها الاقتصادية والمعيشية ولا يهمها ان عدنا الى ارضنا او بقينا مشردين بين الامم.. او تُغتصب حقوقنا نتذابح فيما بيننا على كنيسة ومسجد وعلى اسبال في صلاة او تكتف، او لصق عجينة على شجرة تين عند الفجر او اطعام مساكين بعض قمح وسمين ونحتفل بالذبح والاغتصاب عيداً مقدساً اسميناه الهالويين نتفاخر فيه بلبس الاقنعة الشنيعة للهروب من الحقيقة ولمواجهة الحياة بالتكاذب وصراخ هللويا هللويا هنا.. وهناك امين ثم امين.. ونحن نتنازع الحق بالباطل المبين بإعلام يصور هزائمنا ونزاعاتنا الدينية والمذهبية بأنها مصالح عظيمة وصيانتها والحفاظ على حقوقها هو الانتصار العظيم.

كلمة اخيرة

علينا صناعة اعلام حقيقي نعيد به بناء المجتمع لا بناء المساجد والكنائس لنصنع صراع الكتب المقدسة في خيال الشعوب، فيصبح حينها قتل الاخر انتصار لمجرد انه لا يتفق ومعتقدي.. هذه هي باختصار حادثة الكحالة.. فالقتل والقتل المضاد انتهى لمجرد انه حولّه الاعلام الى سقوط قتلى تحت عنوان: السلاح المتفلت…

وعلى الدنيا السلام ما لم تستيقظ العقول قبل اعلان الظلام. والسلام ختام ما لم ندرك بان الاعلام هو الحسم في المواجهة الاولى والاخيرة.

هاشم حسين

كوتونو-بنين

10\08\2023

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً