حماهم العرب يوما فردوا لهم الجميل بالغدر والقتل والتهجير ..”معجزة على الأرض”.. يهودي وعربي على طاولة واحدة!

حماهم العرب يوما وخصوصا السوريون في فلسطين فردوا لهم الجميل بالغدر والقتل والتهجير ..”معجزة على الأرض”.. يهودي وعربي على طاولة واحدة!

لم تكن الصورة النمطية الحالية عن علاقة العداء المستحكم بين اليهود والعرب، والمودة الخالصة بينهم وبين الأوروبيين، قائمة بهذا الشكل في العصور الماضية.

عانى اليهود في أوروبا في مر العصور من الاضطهاد والطرد في مناطق من أوروبا، حتى أن أول “غيتو” لليهود في القارة، أقيم بأمر من البابا بولس الرابع في عام 1555، وحرم “الرومان” في ذلك الوقت اليهود من جميع حقوقهم، وحشروا في “منطقة ضيقة بها مدخلان ومخارج، وكانت بواباتها تفتح في الصباح وتغلق مع مغيب الشمس”.

إلى أن تغير هذا الوضع في عام 1849، عاش اليهود فترة طويلة من الزمن، تحت قواعد صارمة تجبرهم على الإقامة في منطقة محددة، وتحظر عليهم مزاولة أي نشاط تجاري، باستثناء بيع الخرق والملابس القديمة، وتحرمهم من التملك، وتلزمهم ارتداء علامة مميزة توضع على ملابسهم.

الأمر ذاته كان جرى قبل ذلك في فرنسا في عام 1182، حين أصدر الملك فيليب الثاني أغسطس مرسوما قضى بطرد جميع اليهود من البلاد ومصادرة ممتلكاتهم.

اليهود تعرضوا لطرد جماعي أيضا من بريطانيا في عام 1290، بقرار من الملك إدوارد الأول، وقبل ذلك فرض عليهم ارتداء علامة مميزة في عام 1218.

محنة اليهود في فرنسا تكررت مرة أخرى في عام 1306، حين أصدر الملك فيليب الرابع الوسيم مرسوما بشأن طردهم من فرنسا ومصادرة جميع ممتلكاتهم. لم يستمر الطرد طويلا، وسمح الملك لويس العاشر لليهود في 28 يوليو 1315 بالعودة إلى فرنسا، لكن بشرط دفع فدية كبيرة.

المحنة الكبرى جرت في إسبانيا في عام 1492 وكان العرب والمسلمون شركاء لليهود فيها، وتمثل ذلك في إصدار الملكان إيزابيلا الأولى وفرديناند الثاني، “مرسوم قصر الحمراء”، الذي قضى بمغادرة اليهود البلاد في غضون ثلاثة أشهر.

وتقول كتب التاريخ عن تلك المحنة التي عاني من ويلات العرب الإسبانيين بنفس القدر، إن “الهجمات على اليهود والسرقات الجماعية والقتل اجتاحت جميع مدن إسبانيا. ثم  خوفا على حياتهم  أجبر العديد من اليهود على التعميد. بدأ يطلق على هؤلاء الأشخاص الذين تحولوا قسرا إلى المسيحية اسم (المنبوذين). جرى رصدهم باستمرار، للاشتباه في الالتزام السري بدين أسلافهم”.

المؤرخون بما في ذلك اليهود يكتبون عن تلك الحقبة من الحكم العربي للأندلس والتي تواصلت لأكثر من 500 عام، قائلين إن ” العرب أعطوا دفعة كبيرة لتطوير العلوم والطب والفن ورفعوا التعليم إلى مستوى غير مسبوق في جنوب إسبانيا. أصبحت قرطبة، التي كان عدد سكانها في ذلك الوقت أكثر من 500000 نسمة، ليس فقط عاصمة الخلافة العربية الوحيدة في أوروبا، بل وحصلت أيضا على مكانة المدينة الأكثر تعليما”.

ويشير المؤرخون إلى أن العرب شيدوا في قرطبة على سبيل المثال “العديد من المستشفيات والمؤسسات التعليمية، وكانت المكتبة، التي احتوت على أكثر من 600000 مجلد، الأكبر في أوروبا”، لافتين أيضا إلى أن الشخصية العلمية اليهودية الشهيرة في تلك الحقبة ابن ميمون، والمعروف بين اليهود باسم “رامبام”، كان معلمه الأول الفيلسوف العربي “العظيم” ابن رشد.

حياة اليهود تحت الحكم العربي في جنوب إسبانيا توصف بأنها “معجزات غير مسبوقة على الأرض”، وذلك لأن العرب واليهود والمسيحيين عاشوا “لأكثر من 300 عام على نفس الأرض وتحت نفس السماء. كتب الفيلسوف اليهودي أعماله على نفس الطاولة مع المفكر العربي”.

الصورة النمطية الحالية عن العداوة المترسخة بين العرب واليهود حديثة نسبيا، وقد بدأت منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وانفجرت تدريجيا تدفق الهجرة اليهودية من الشتات بدعم ومساندة أوروبية، لتكتمل حلقاتها بقيام دولة إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

وجهة نظر يكررها عادة سياسيون وخبراء تقول إن الأوروبيين “كفروا عن ذنوبهم” تجاه اليهود بمساعدتهم على إقامة دولة لهم تجمعهم بعيدا في فلسطين، وبهذه الطريقة حلوا “المشكلة اليهودية” واستراحوا.

المصدر:  RT

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً