الحرب النائمة…

صرّحت مارغريت تاتشر رئيس وزراء بريطانيا في أبريل عام 1982، حين انتزع الأرجنتينيون جزر “فوكلاند” بأن السؤال الوحيد ليس ما العمل، بل كيف نستعيدها.

مارغريت تاتشر في تلك المناسبة قالت: “إذا تم الاستيلاء على الجزر، فأنا أعرف بالضبط ما يجب القيام به.. يجب إعادتها”.

هذا الأرخبيل الذي يتكون من أكثر من مئتي جزيرة لم تتردد لندن حينها في القتال من أجله على الرغم من أنه يقع على بعد 12000 كيلو متر من الجزر البريطانية، فيما هو على بعد 463 كيلو مترا فقط من سواحل الأرجنتين.

جذور النزاع  حول جزر مالفيناس:

هذه الجزر كانت اكتشفت لأول مرة “رسميا” من قبل البريطانيين في عام 1690، وتنازع البلدان على مدى قرنين من الزمان الحق في ملكية هذا الأرخبيل.

الأرجنتين كانت سيطرت على هذه الجزر التي تسميها “مالفيناس” لمدة 10 سنوات فقط، وعاد البريطانيون الذين يسمونها ” فوكلاند ” إلى انتزاعها من الأرجنتينيين عام 1833.

فكرت الحكومة البريطانية في فترة من الوقت في إعادتها إلى الأرجنتين، وتراجعت عن ذلك بحجة أن سكانها لم يرغبوا في ذلك، إلى أن أخذ الأرجنتينيون زمام المبادرة في أيديهم في 2 ابريل 1982.

عملية “روزاريو” الأرجنتينية:

إلى جزيرة جورجيا الجنوبية غير المأهولة وصل في 19 مارس 1982عشرات العمال الأرجنتينيين، بهدف تفكيك محطة قديمة لصيد الحيتان في بورت ستانلي، عاصمة جزر فوكلاند، وقاموا برفع العلم الأرجنتيني على الجزيرة.

أرسلت السلطات البريطانية مفرزة لطرد هؤلاء العمال، وردت الأرجنتين بإرسال جيشها لحمايتهم.

نزلت القوات الخاصة الأرجنتينية ومشاة البحرية في جزر فوكلاند في 2 أبريل 1982، وبعد معركة قصيرة استولت على عاصمة الجزر، بورت ستانلي.

في تلك العملية السريعة، فقد الأرجنتينيون جنديا واحدا وأصيب ثلاثة، فيما لم تقع إصابات في صفوف البريطانيين، إلا أنه تم أسر 114 عسكريا، من بينهم 70 من مشاة البحرية البريطانية.

مع تقدم القوات الخاصة الأرجنتينية بمركباتها المدرعة في عاصمة الأرخبيل، تراجعت القوات البريطانية في مستعمرتها بجنوب المحي الأطلسي إلى مقر الحكومة واستمروا في الدفاع عن أنفسهم هناك، واندلعت معركة بالأسلحة النارية حول آخر معقل للبريطانيين.

من منزله، بث بالراديو ريكس هانت الحاكم البريطاني للجزر رسالة قال فيها: “لقد أحاطوا بنا وحاصرونا. لكنهم لا يحاولون الهجوم. لن أستسلم للأرجنتينيين اللعينين، بالطبع لا”.

 تم أسر مشاة البحرية البريطانية وأعيدوا في وقت لاحق إلى بلادهم، كما تم نقل الحاكم البريطاني ريكس هانت جوا إلى أوروغواي، حيث مكث هناك حتى نهاية الحرب.

حين انتشرت أبناء استسلام الحامية البريطانية، نزل 200000 أرجنتيني إلى الشوارع للاحتفال بعودة الجزر إلى الوطن الأم، وكانت سلطات البلاد تستبعد أن تقاتل بريطانيا لأجل جزر تبعد عنها 12000 كيلو متر.

بريطانيا تحركت بسرعة، وأعلنت في 7 أبريل عن فرض حصار على جزر فوكلاند يبدأ من 12 أبريل 1982 وإقامة منطقة محظورة على سفن البحرية الأرجنتينية والأسطول التجاري بطول 200 ميل حول الجزر، وردت الحكومة الأرجنتينية على ذلك بفرض حظر على سداد المدفوعات للبنوك لبريطانية.

الحرب النائمة..

أرسل الجيش البريطاني أحدث قطع البحرية والغواصات إلى الجزر مع أعداد كبيرة من مشاة البحرية، واندلعت الحرب.

على الرغم من التفوق البريطاني الكبير في الأسلحة، إلا أن الأرجنتينيين تمكنوا من توجيه عدة ضربات موجعة للبريطانيين وأغرقوا عدة سفن حربية.

 إحدى السفن الحربية البريطانية المتطورة، استهدفتها مقاتلة أرجنتينية حلقت على مستوى منخفض للغاية وفاجأتها في اللحظة الأخيرة بإسقاط قنبلة عليها وأصابتها في مقتل.

تواصل تقدم االقوات البريطانية ونجحت في طرد القوات الأرجنتينية، إلى أن نزل البريطانيون في 20 يونيو 1982، على جزر ساندويتش الجنوبية، وأكملوا آخر عملياتهم.

خلال ذلك الصراع العنيف، فقدت الأرجنتين 649 قتيلا ومفقودا، كما أسر لها 11000 عسكريا، وفقدت حوالي 100 طائرة حربية ومروحية، وطرادا وغواصة و 4 سفن نقل.

بريطانيا أعادت سيطرتها على الجزر، وسقط لها 258 قتيلا، وفقد أسطولها البحري فرقاطتين ومدمرتين، وسفينة إنزال، وسفينة حاويات، و 24 طائرة مروحية علاوة على 10 طائرات حربية نفاثة.

المصدر: RT

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً