التخلف والترند

دون مقدمات،

كنت اظن بان الجزائر تتقدم نحو المستقبل لتكون امثولة لبلدان العالم المتحضر الاتية من العالم الثالث بثورة علمية معرفية ثقافية صناعية رائدة تليق ببلد قدم مليون شهيد من اجل حريته وتحرره من نير الاستعمار والاستعباد والتخلف… لتكون له (ترند) المعاصرة… واذ به يعود بالزمن الى زمن الهرة لتقديس الهريرة.. فيتفاخر بتكريم التخلف ويسجل: “ترند الهرة” ثاني براءة اختراع… بعد الاولى لألف عام ونصفها تقريبا خلت.

فجاء الثاني بعد ألف لا تؤلفان… ليكرس الاول… بعقلية إن يقال فيها الا: رحم الله العقل والانسانية على مواتهما.

فبدل من عزم العلوم والمعارف في الزمن التقدم والتكنولوجيا لنيل الحظوة، والمكانة الدولية، والعالمية، نال الجزائر مكانته وحظوته مع الشيخ ابو هرة … ليتعاظم بتعظيم امر السلف بالخلف … أبو هريرة … في عقل العامة التي تعاني من عقول مهرهرة.. فبئس التخلف بالخلف.

كم هي عقول الناس تافهة حين تحاول جاهدة ابراز رحمة الله وسمو رسالته ورحميتها عبر شكليات لا قيمة لها؟

 وهي مجرد سلوك انساني اعتيادي بعلائقية نسجها مع الحيوان من حوله ليثبت سمو ذاته.. حتى التزاوج معه وليعطي صورة عن حضاريته وانسانيته المشكوك فيها اصلا… وليغطي انحرافه وتخلفه..

فهل يحتاج الله مثلا الى قطة تتسلق كتف مُصلي ليثبت: ان دينه دين الرحمة للعالمين؟!..

فهذه اوروبا جعلت من الكلاب والقطط، وكل اصناف الحيوان على انواعه مساوية للبشر حتى باتت حقوق الحيوان تتقدم على حقوق الانسان فيها… حتى في التشريع والتزويج والتلحيس… وفي ظهور طائفة الكلاب والقطط البشرية… أيضا … باتت حقيقة واقعة لها ترخيصها وتطالب بحقوقها كحقوق الكلاب الطبيعية وتعمل نفس عمل الكلاب العادية.. بالحراسة الليلية والمصادقة الحياتية حتى المُتاختة الحيوانو-البشرية ..،

فهم يقتلون كل انسان غيرهم بتهمة التخلف.. ويرأفون بحيوانهم واضعين اياه مرتبة تتقدم على شعوب الارض الاخرى التي يتهمونها بالتخلف… فهل نرى في اعمالهم تلك:

– الرحمة الالهية؟!

– ام الدجل الإنساني والسياسة على التخلف والحقارة؟!

وهل صعود قطة على كتف رجل دين يطعمها ليل نهار ستكون بهذه القداسة لكي نثبت بان الاسلام دين رحمة؟!

بينما المسلمون يذبحون بعضهم ذبحا منذ ألف ونصف الالف من الاعوام ولم يتوانوا حتى عن قتل ابن بنت نبيهم وكل نسله وحتى من يُعلن موالاتهم يكفرونه ويحللون قتله، ثم يتكاذبون بأنهم دعاة دين رحمة وشاهدهم باتت هرة بينما هم مجرمين فيما بينهم يتسلخون؟!…

فهل سندعي الرحمية بهرة لإثبات حقيقية ورحمية دين محمد الذين قُتل ابنائه واحفاده باسم دينه نفسه، وعلى يد من كانوا حتى صحابته!!، ثم نأتي لنقول بان قطة تثبت بان اتباع القتلة أنفسهم هم اصحاب رحمة وسلام؟!

فليخرج هذا الشيخ ويعلن صراحة لعن من قتل ابن بنت محمد ليثبت بان دين الاسلام دين رحمة وسلام لا قتل واجرام – هل يجرؤ؟!

دين الله براء من كل هذه الافاعيل والاباطيل.

  • اي كذب هذا الذي يسيطر على عقول البشر؟!..

على كل حال، الجزائر تتضور جوعاً، ولن تُشبع بطون الجوعى صورة تكريمية من رجالٍ تستخف بعقول البشر.. لتقدس هرة..

بئسا لكم ولهذه الوقاحة التي لا توصف..

دين محمد ارفع شأناً بكثير جدا من ان نثبت رحميته ورساليته وانسانيته بتسلق قطة كتفَ مخلوع العقل… يؤمن بالنسخ ولا يؤمن بالعقل…

يا ليتنا كنا نشاهد صوراً لتكريم رجل جزائري او امرأة جزائرية قد قدمت صناعة ثورية في عالم الرقمية، او حلا لازمة معيشية، او مُدخلا الى الحضارة الانسانية تسجل وجود الجزائر على سجلات المحافل الدولية برسالة تليق بدماء مليون شهيد… لتكون (ترند) الكون كله والأرض والسماء… لا تكريم ابو هرة… خليفة ابو هريرة… ونتفاخر بان مليارات المشاهدات تسجّلت … وإنها سجّلت ترند في بلاد الغرب…  فأُدهش من الرحمة في الإسلام…

ما اكذبكم وما اكذب هذا الغرب الذي يخدعكم بتفخيم تخلفكم والنفخ فيه فتغتر عقولكم بجهلكم وتخلفكم وهو يضحك بسره قائلا: يا لها من هرة ذكية ويا لهم من بلهاء…

ان هذا الغرب يخدعكم بكل شيء، وهو يهينكم لمّا يعطيكم هذه المكانة عبر هرة حين يسلبكم امنكم وحياتكم وثرواتكم ليبيعكم ترند هرة بليكات وتعليقات وصورة كاذبة.. بينكم … حتى الميكرفون الذي امام الشيخ والموبيل الذي تم تصوير هذه (المعجزة المعاصرة) به صنع عنده وليس في جزيرة العرب..

بئسا للتخلف حين يسيطر على العقل فيحول الانسان الى (ترند تخلف) ومسخرة البشرية..

هاشم حسين

08\03\2023

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً