كلمة الفجر / التطور والسياق

كلمة الفجر:

التطور والسياق

من اهم وأخطر جرائم رواة التاريخ انهم تحدثوا عن محطاته دون نسق متصل،

فجاءت رواياتهم عبارة عن تقطّعات مرحلية كأنها مرحلة بدئية قائمة بذاتها، فلا سابق لها، ولا استمرار منطقي لأحداثها..،

فحصل التزوير الذي شمل كل شيء..، وأخطر التزوير تزوير اللغة والهوية والتعريب فيهما.

فإذا ما استعدنا حقيقة اللغة واصلها، وقواعد التطور فيها، والوقوف على معانيها الاصلية والحقيقية، تكشفت لنا حقائق كثيرة، وبانت معها سلسلة محطات تبين من خلالها النسق التاريخي للأحداث واساس كل رواية او قصة، وظهرت العلاقة المتصلة بين كل حقبة وحقبة، وخصوصا الاسماء المتعلقة بها ..، ابتداء من اللفظ والمعنى والمضمون بالباطن والظاهر للنص الذي بين ايدينا..

فقط حينها سنعرف مقدار العلاقة الحقيقية بين الرواية واصولها، والحقيقة التي اتت بها والسياق الزمني والمقياس فيه..

نشوء الاشياء يُعيّن حقيقتها بأصلها لا معانيها فحسب.

فكلمة ضفدع مثلا تعني: النقاق والصريخ، فأصله من ذاته، واسمه مشتق من حركته وصوته، فاذا قاربنا دورة حياة وتطور الضفدع فسنجد بأن نشوء الاشياء تتطور بذاتها، وانواعها، واجناسها لا بتوالبها واستنساخها من جنس ونوع الى جنس ونوع اخر … لأنها حينها سيأتي التطور ايضا متضفدع ضفدعةً…

ما بين البويضة والضفدع.. لا بد من المرور بمرحلة ابو ذنيبه…

فهل عرفنا الان مقدار تدخل رواة القصة بصناعة الخيال، وتحويل ابو ذنيب الى جنس اخر من غير جنسه وحقيقته؟!..

فأصبح معه مثلا: القاتل والمقتول يحملان نفس الحكاية (رضي الله عنه، رضي الله عنهما وارضاهما)، فكيف تحوّل القاتل والمقتول الى هذا المستوى من القداسة في أن، رغم حقيقة الجرمية الواقعة بفعل القتل المثبت بالرواية نفسها ؟!..

انها مرحلة تطور: ابو ذنبية الى تمساح في خيال الراوي باتت منطقية من خلال أحد مراحله بأوجه الشبه لاشتباك الاصل بالشكل … لا الى ضفدع..، فالأصل في عقلية الراوي هي: بويضة…، فقارب بينها وبين البيضة…، فتحولت الى نتيجة واحدة …✋️😊 رغم اختلاف الجنس والنوع، فأخذ بالكل والتبعيض، وأنتج روايته بالافتراض …، فكان التناقض… حتى بلغ التزوير.

هاشم حسين

باحث في علم الاجتماع

04/06/2023

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً