الخميس , 18 أبريل 2024

تحت عنوان: يوم الموت ويوم الحياة (8 و21 اذار)

ما فتئ شعبنا يستورد كل شيء ضارباً بعرض حائط تاريخ انسانيته وتاريخ كل جميل في حياتنا وتاريخنا،

فكما اتحفونا اعداءنا بأعياد استقلال الحدود في الوطن الواحد وجعلوه اوطانا تتقاتل وتتذابح من اجل جوازات سفر واخراجات قيد وهويات مزور لهذا الكيان او ذاك وكما بتنا نتصارع على أتفه الاسباب ولم نعد نتقبل بعضنا البعض بأقبح تيه في التاريخ على الاطلاق الا وهو التيه الانساني للبحث عن فُتات المحطات وشربخات الحضارة والحداثة المفرطة في التفريط بتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا حتى بتنا عالة على الحياة الانسانية نقتل كل ابداع فينا ونْوْدِع في نفوسنا كل أسىً يقتلنا ويجردنا من ارادتنا.

كثيرة هي المناسبات التي بدأت تموت في مجتمعاتنا وتندثر لنحي بديلاً عنها مناسبات غريبة خطيرة هجينة تفتقد لكل معنى ولكل حقيقة انسانية ولا تختزن الا الانحطاط والتغريب

امثال كثيرة على ذلك

مثلا: عيد ادداور وعيد نيساباور وعيد الشجرة وعيد تجدد الحياة واعياد النيروز والفرح والمرح وعيد القمح وغيرها…

لنحوّل ايامنا الى اعيادٍ هجينة لا تدل الا على الموت والفناء والاعياد الدينية المتعددة التي ترمز لأفراد واشخاص فقط وجعلناها اعياد رسمية نتباهى بها بينما هي بالحقيقة اعياد ذل وعياء انساني قل نظيره.

ايها المتابع الكريم

مما تقدم اعلاه اردنا ان نلفت النظر لحقائق نحياها بشكل اعمى ونمارس طقوسا استوردناها واخرى ابتدعناها ولن ادخل بالتسميات وخصوصا للأعياد الدينية التي لا تنتهي وكلها اعياد تجزئة وتقسيم وتفتيت للمجتمع لنلغي من حياتنا اعياد الفرح الانساني والاعياد التي تدل على الوحدة النفسية والارادة الجامعة والدلالات الحضارية التاريخية ..

ومن هذه الاعياد اليوم والتي يحتفل بها شعبنا عيدا مستوردا على حساب عيد تاريخي انساني يرمز للوجود والحياة بكل تجليه الانساني-النفسي-الروحي-المادي-الحضاري الفاعل والمعبر عن ارادة الحياة والتقدير التام لنصف المجتمع الا وهي: المرأة-الام وليس المرأة المجردة

فاليوم يحتفلون بمناسبة الثامن من اذار كيوم عالمي للمرأة..

ويهملون بشكل تدريجي أجمل الاعياد الانسانية على الاطلاق الا وهو عيد المرأة- الام

فعيدنا السوري التاريخي الحضاري هو عيد التعبير عن ارادة الوجود والحياة والعطاء والتضحية والتوالد والاستمرار …

انه عيد الام وللتعبير عن قداسة هذه الام ودورها الانساني العظيم جعل شعبنا السوري عبر التاريخ ذكرى الاحتفال به مع قدوم الربيع حيث تزهوا الطبيعة بحلتها الجديدة كما تزهوا الام بمولودها الجديد.. فكان عيد الام يوم 21 اذار، وهو اول ايام فصل الربيع في بلادنا …

وهو العيد الذي احتفل به شعبنا تاريخيا تحت مسمى عيد: ادد اور: او يوم قدرة (قوة) النور

كما كان يحتفل بعد عشرة ايام منه بعيد نيساباور وهو عيد الاب والحياة والعطاء وبدء العام الجديد وهو عيد: عطاء النور ونسب الحياة ونسقها وتوالدها الانساني-الحضاري (عيد الاب-بعل وعيد الام – عشتار)

فبعد ان كنا نحتفل بأعيادٍ ثقافية-انسانية لها معانيها وحقائها صرنا نحتفل بأعياد رقمية لا قيمة لها نبحث عن احداث طارئة لها لنجعلها يوما عالميا كما هو الحال مع عيد 31|12 و01\01 واسموه لنا بعيد رأس السنة الذي لا حقيقة تاريخية له اطلاقا، وذلك على حساب اول نيسان وهو عيد الاب والذي يرمز للتجدد واندماج الخصوبة مع عيد الام حيث تسكن الخصوبة لتعطي الحياة وكل ذلك مع العشر الاول من فصل الربيع فصل التجدد والحياة

وعلى هذا المنوال عينه ..

أسقطوا في الامم المتحدة مفهوم عيد الام الانساني ليتحول الى عيد عادي خصوصي بدلا من ان يكون عيدا انسانيا عموميا لتكريم المرأة وذهبوا للبحث عن يوم اخر ليجردوا المرأة من تاريخها وحقيقتها وليحولها لمجرد: امرأة تطالب بحقوقها والمساواة الكاذبة بعد ان كانت هي الحياة كلها ورمز العطاء والتجدد وولادة النور كل النور كما كان يرمز اليها شعبنا عبر التاريخ فقدسها واعطى صفاتها للآلهة وجعل كل إله خير وجمال رمزه: امرأة … (راجعوا اسماء الالهة السورية تقريبا كلها ترمز للمرأة وقوتها وقداستها وتقديرها)

ليعطونا اليوم ذكرى أليمة نحتفل بها وكأنها يوم عالمي..

يوم جريمة تاريخية ارتكبها الاميركيون بحق المرأة حين احرق تجار الالبسة وصناع النسيج أكثر من ثلاثمائة امرأة في يوم واحد منهن ما يقرب مئة واربعة وعشرين امرأة في مصنع واحد للنسيج بأبشع جريمة عرفتها الانسانية ما بين العام 1893 والعام 1909

بخديعة عالمية.. لجأت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية الى تحويل هذا اليوم: يوم المرأة العالمي، لتقوم الامم المتحدة بإقراره نهائيا سنة 1977 عيدا عالميا …

يعبرون عنه بيوم المرأة العالمي يوم مطالبة المرأة بحقوقها ومساواتها بالرجل..

أكبر خديعة انسانية، لأنها جردت المرأة من تقدمها على الرجل وعطاؤها التاريخي و رمزيتها الانسانية وهي التي كانت قديسة والهة ورمز للحياة والتجدد لتصبح مجرد العوبة بأيدي التجار والعابثين والمخادعين تبحث عن حقوقها التي صادرها الرجل والسياسة ولتتحول العوبة بيدهم يتجارون بها شر تجارة واقبح…

نعم الثامن من اذار هو يوم الموت والقتل والذبح والاغتصاب والتنكيل والحرق هو يوم ممارسة الاميركي كل فنون الاجرام بحق المرأة لمجرد انها خرجت وطالبت بحقوقها في الاجر والعدالة في العمل وساعات العمل فأحرقوهن وقتلوهن واغتصبوهن بشكل اجرامي ولتكتمل الصورة استعبادا وظلما احرقوها في المصانع حرقا في الثامن من اذار من العام 1893

اما يومنا السوري يوم عيد الام يوم 21 اذار

هو يوم التجدد والحياة والعطاء والتضحية والقداسة والحب والحنان وروح الانسانية..

فهل نتخلى عن يومنا العظيم المجيد الذي يرمز للحياة المرأة -الام رمز العطاء في وجودنا وتاريخينا وكل قداسته لنحتفل بيوم مستورد يرمز للقهر والذل والتحقير والاهانة للمرأة المجردة؟؟

كما تخلينا عن عيد الاول من نيسان والذي جعلناه كذبة اول نيسان كما كذبوا علينا لنحتفل بيومهم الكاذب نهاية ديسمبر من كل عام؟

نحن نريد ان نستعيد تاريخنا وثقافتنا وحضارتنا بكل تفاصيلها لأنها ترمز للخير والحق والجمال كله

ويجب علينا ان نترك كل مستورد لا يرمز الا للذل والعار والهوان والنكران ليس الا..

الواحد والعشرين من اذار هو يوم الام السورية…

هو يوم الالهة التي ترمز للتجدد والحياة

هو يوم ادد اور يوم عطاء النور للحياة هو يوم عيد الام..

هو يوم الحياة فلن نتخلى عنه لحساب يوم الموت يوم 8 اذار … يوم المحروقة الاميركية في المصانع لحساب الجشع والطمع..

بل نريد ان نحتفل بيوم الحياة مع اول ايام الربيع

يوم يعطي الاله امره للطبيعة: البسي حلتك الخضراء بكل زهو لتكوني انت نفسي على الارض…

هذا هو اول ايام الربيع يوم عيد الام يوم 21 اذار اليوم السوري الحضاري الانساني التاريخي الثقافي.

يوم كل الحق والخير والجمال الذي تمثله: الام..

فهل نتخلى عن تاريخنا بكل حضارته لنصبغ أنفسنا بتاريخ غيرنا بكل حقارته؟؟

فبئسا للمقلدين وهنيئا لهم ذلهم في احتفاليات يوم الموت

فلسنا منهم

والعز كل العز لأبناء الحياة ومجدهم واحتفاليات يوم الحياة

فأنني أعلن بان يوم الثامن من اذار هو يوم الظلم العالمي للمرأة وتجريدها من قداستها وادعو للتخلي عنه كيوم عالمي

ولن نرض لنفوسنا ان تتوه من جديد ما بين يوم الموت 8 اذار

ويوم الحياة 21 اذار ولن نسمح باستمرار هذا التيه لانه استمرار في العبث الشيطاني في تاريخ البشرية وامعان في القضاء على الحضارة السورية الانسانية!!

لأننا نعتز بمناسبة عيد الام السوري، لما يرمز بالنسبة لتاريخنا وحضارتنا من معاني الحياة والعطاء والخلود والقداسة للمرأة.. للأم

الام الالهة القديسة: مارتا*

واسلموا للعلم والمعرفة

هاشم حسين

باحث في علم الاجتماع

كوتونو-بنين

8-اذار-2019

(ولشرح معنى “مارتي” سننشر مقالا منفردا لنشرح فيه حقيقة شهر اذار وما كان يعرف بالآرامية: شهر مارتا ومنه جاءت (مارتي) الذي تحول مع اللاتينية الى شهر مارس)

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً