الأربعاء , 24 أبريل 2024

نسمة هواء وتساؤلات

يوم الميلاد 25 12 2022 كنت جالسا على (البرندة)

واذ بنسمة هواء باردة جميلة جدا تداعب الذكريات في داخلي وتردني الى وطني الجميل بكل شي فيه وتخاطب امامي وريقات نبتتي الجبس (البطيخ) المتدليتان من هذا المزرع الاسمنتي وكأنهما تقولان:

#ان_اخر_دعوانا_ان_الحمدلله_رب_العالمين#

كم هي لحظات جميلة ان يشعر الانسان ببرودة في قلبه وعقله وطمأنينة وسكينة وهو يتحدث ويرى اهله واحبته عبر شاشة صغيرة بين يديه تتباعد فيها الاجساد ولكنها تقارب الاحاسيس والالسن وتختصر المسافات وتزرع الالفة والمحبة التي يحجبها البعد اللامتناهي ويقتلها شاشة صغيرة تقرب الاشياء الى بعضها والارواح مسافة صفر وكأنك تحياها. في كفيك بين اصابعك … تلامس المادة وكأنك تحيا الروح..

فبربكم اصدقوني القول صالحين،

فهل صانعها سيذهب جحيماً ويصلى سعيراً.. وذاك الافاك الذي يفتي بالقتل والذبح والتدمير والتهجير والاعتداء على كرامات الناس سيذهب جنان الخلد… ومن على المذابح باسم الدين للقتل يدعون؟!!

خسئ الخراصون والذين يقولون ما لا يفعلون ويوهمون الناس بأحلام وهم بالسحت يملؤون البطون..

يدعون الجياع والفقراء للصبر… وهم في سياراتهم وبيوتهم الفاخرة وعلى الارائك فارهون يمرحون بما لذ وطاب… والفقراء تخمص بطونهم من شدة الفاقة والطلب الذي لا يقدرون اليه سبيلا

فأيهم للجنان والخلد سيذهب وتكون لها حسنة خاتمة المأوى؟!

– هذا الذي سهل حياة البشر واوجد لهم ما يخفف عنهم الامهم وتعبهم وشقائهم وعزاهم في البعد وغربتهم وافرح قلوب اهلهم بنظرة وكلمة؟!

– ام ذاك الذي يمننهم بدينهم وايمانهم ويدعوهم للصبر على المكاره ثم يأفل الى سيارته الفاخرة بحذاء مقداره الثمن المرقوم بينما هم في جوعهم يتحرّقون؟!

وايهم سيذهب الى النار والجحيم وبئس الدار الموعود؟

أهذا الذي ساهم في تقدم الانسانية خطوة؟

ام اؤلائك الذين اعادوا الانسانية سنين الى الوراء وهم بأحقادهم وبغضهم يعمهون؟

هل هؤلاء الذين يخطفون من الناس حياتهم وفرحتهم وطمأنينتهم بفتاوىِ وشعارات ونعرات مذهبية وطائفية ويحثونهم الى الاقتال والشقاء والمآسي؟!

ام هذا الذي وضع بين ايدي الناس ما يخفف عنهم وحدتهم وحزنهم وتعبهم وقلقهم وشقوتهم ويعطيهم بارقة امل بان الدنيا ما زال فيها بعض خير؟!..

لا، ان العاقبة للمتقين وللذين لهم في اهلهم صلاح وخير ولمجتمعاتهم واممهم منارة وعطاء

والحاقة للذين يخدعون الناس بتلافيف رؤوسهم والتيجان والصولجان والوعيد والتهديد ثم الى غيهم يأفكون فتنام الناس على بطون خاوية بينهم هم بطونهم كالجبال فوقهم ارتفعت وكأنهم الافعون المتخم من فريسته للتو … يهرقها على ظهره ولا من يشعرون..

شتان بين من سبّح وحمد ربه بعطاء وخدمة للإنسانية وبين فتان بلسانه يلوك الآيات وصدق فيه قول الرحمان: <يقولون ما لا يفعلون> <أكلوا السحت> <يلوكون بعضهم بألسنتهم … وهم مقمحون> <في طغيانهم يعمهون>… وكما قال صاحب الميلاد ابن مريم البتول (يأكلون فلس الارملة) وما بين ما لقيصر وما لله لا يفرّقون..

وربك يقول: ولا ينالها الا الصالحين … والمتقون… ومن كانوا لأهلم أكثر نفعا واشدهم مودة … ومن فعل مثقال ذرة خيرا يرى…

والسلام على خير الناس والعالمين

هاشم حسين

25\12\2022

كوتونو-بنين

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً