الجمعة , 26 أبريل 2024

اهل الخير وهلال العام الجديد

دون مقدمات، نرى واقعنا كما هو دون روتوش ودون تزييف، حين نسعى في حياتنا لبلوغ المرام.. فمتى ننجوا متى نصنع الخير باهله ولأهله.

احيانا نحاول

ان نقوم بأشياء

نعتبرها صحيحة

في خدمة الغير

ولكن فجأة نكتشف

اننا نحمل اعباء كبيرة

تفوق قدرتنا على التحمل

ويبقى علينا ان نستمر

فأما الوصول بعجز

واما السقوط تحت العجز

وفي كلتا الحالتين يكون الارهاق قد نال منا مناله الاخير.

وتبقى العزيمة والارادة والدافع هي العزاء الوحيد في الاستمرار.

للعلم، الحياة ليست مجرد نزهة كما يتخيلها البعض!

الحياة هي مشوار طويل من العمل والتضحيات والكد لبلوغ المراد ولتأمين الرفاه بالحد الادنى.

وغالبا ما تسقط الافراد بالتعب والشقاء وسكة العمر وهي تبحث عن رفاهية أفضل وحياة أفضل ولا تكتشف ذلك الا متأخرة فما ينوبها الا الحسرة او القرار بالاستمرار للبحث عن فرصة أفضل تُحيكها لهم المتبقي من الايام…، وهل تنجح؟!.. مرهون بعزيمتك قبل اي شي.

احمالنا غالبا ما تكون أكبر من احجامنا وقدرتنا بكثير، ولكن نجد أنفسنا تحتها وكأننا مجبرين على فعل ذلك، كمن يراكم على ظهر دابته او اليته اشياء واحمال ولا يشعر بثقلها وحجمها وضغطها فيستمر في تحميلها الى ان تسقط رازحة تحت تلك الاثقال والاحمال التي قدرة ولا طاقة لها عليها.

حتى للآلية من حديد احساس نحن لا نشعر به، وقدرة تحمل نحن لا نفهمها بشكلها المعنوي، وهي كاي مخلوق او حيوان لديه ايضا إحساس..، فعلينا ان ندرك متى نتوقف عن تحميلها ما يزيد عن طاقتها وقدرتها على الحمل والتحمل..

كما علينا ان نعرف متى نتوقف عن تحميل أنفسنا اثقال تفوق الاثقال التي لنا مقدرة على حملها كي لا نقع تحت ثقل قوة ضغطها، او على اقل تقدير ان نعرف متى نخفف من تلك الأحمال والاثقال للانطلاقة من جديد، او لتسهيل المسير الى الامام على اقل تقدير.

لأنفسنا حق علينا ان نعينها لا ان نرهقها بأثقال لا ندرك حجم ثقلها الا بعد فوات الاوان.

لأنفسنا حق علينا صيانتها، وحمايتها، والاعتناء بها لكي تضمن لنا البقاء في الاتجاه الصحيح لبلوغ مقاصدنا ومطالب الحياة والرفاه فيها.

أجمل التحية لمن عرف قدر نفسه فقدرها، واعطاها حق قدرها، فارتقىَ وسمىَ وعلىَ، فتجلى بالخير بين الناس حتى بلغ المكانة العلية.

وعلى بعد ثلاثة عشر يوم من نهاية هذا العام، ونحن الذاهبون الى ملاقاة العام 2023، نأمل ان تكون الايام الباقيات منه ايام مراجعة، ودراسة، وقراءة، وبحث، وتحليل واستنتاجات تفيد في الانطلاقة وهذا العام الجديد الاتي على اثقال الحروب، والأزمات، والصراعات العالمية والدولية والاقليمية التي خلفتها الاعوام المنصرمة بكل اهاتها، ومرها، ومشاكلها التي اجتاحت البسيطة عن بكرة ابيها، واثقال الواقع الاجتماعي والاقتصادي الداخلي على اهلنا في بلادنا الذين يرزحون تحت اثقال تفوق قدراتهم على التحمل، واهليهم في المغتربات وتلك البلاد ايضا واينما حلوا، والتي جلها تعاني نفس الازمة وان اختلفت بالشكل بين مكان واخر، او بفارق بسيط، الا انها وللأمانة متساوية النتائج الى حدٍ كبير.

علينا ان ندرك حجم الواقع الذي نحن فيه كي نتمكن من ان ننطلق من جديد للاستمرار في المسير وبلوغ الحد المقبول من المرام.

تحية طيبة وبعد،

ان الخير بمن كان للناس فيه خير هو عين الخير واهل له.

وكل عام وأنتم بألف خير

هاشم حسين

كوتونو-بنين

18\12\2022

الصورة المرفقة: تصوير خاص وهي صورة تعبيرية للتعبير عن واقع حياتنا..

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …

اترك تعليقاً