صدى الجنوب برس
مقالات مشابهة
في الفلسفة القومية الاجتماعية
اولا وقبل كل شيء وللتعيين ان المدرسة السورية القومية الاجتماعية لا تقول بالتطور والنشوء لأصل النوع والجنس انما تقول التطور بالارتقاء وان هذا التطور جاء على اساس البيئة والاجتماع الانساني ولم يكن هذا الارتقاء دفعة واحدة وهي نفت التعيين الزمني لهذا الارتقاء ورفضت البحث فيه لأنه لا يمكن لاي علم ان يعين تاريخ الوجود ونشأته ولم يكن احدا حاضرا ليخبرنا عن كيفيته وحسمت الامر بان التطور جاء بالارتقاء على مساحة من الزمن غير محددة والارتقاء هو ارتقاء “عقلي”-“اجتماعي” ولم يكن ارتقاءً “جسدي”-“فردي” وجاء هذا الارتقاء من “الحيوانات العليا” … اي المتقدمة على غيرها في “الفهم والوعي والادراك” التي منها “الانسان”
إذا، ومن هذا المفهوم
هي “نظرة جديدة للحياة” كفلسفة وعقيدة وحركة تجديد للمفاهيم الانسانية ترتكز على الارث الحضاري-الثقافي-الانساني-التاريخي للامة السورية كصانعة للحضارة وكخالقة لمفهوم الانسانية بشكلها الاجتماعي وانتاجها التراكمي
وهي لم تأخذ بأي فكر يخالف هذا المفهوم لا بالشكل الديني ولا بالشكل العلمي واعتمدت على اسس علمية واضحة لا يمكن ان تخالف ذاتها بها
وهذه الاسس العلمية الثابتة هي:
– بعد الاطلاع يمكن تكوين رأي
– لكل كلمة مدلولها الخاص
– العقل هو الشرع الاعلى في الانسان
– يرتكز الوضوح بالخروج من البلبلة والشك وبعدم التأثر بأحد المدارس او النظريات القائمة او احد المفكرين او الباحثين
– المجتمع معرفة والمعرفة قوة
– الانسانية مجموع انسانيات وليست انسانية واحدة
– التطور حصل ب”الارتقاء” و”ليس بالنشوء دفعة واحدة” وعلى اساس البيئة والاجتماع الانساني وليس على اساس النشوء واصل النوع والاشياء
– الجغرافيا (الارض) والانسان و البيئة شرط اساسي للوجود الانساني والاجتماعي والحياتي والثقافي ( لا بشر حيث لا أرض ولا جماعة حيث لا بيئة ولا تاريخ حيث لا جماعة).
– قيم “الحق والخير والجمال” ليست قيماً تامة ما لم تعبر عن حقيقة الامة ونفسيتها
– المثل العليا “حرية واجب، نظام، قوة” ليست مثلاً عليا ما لم تكن في سبيل الارتقاء والتفوق النفسي لروح الامة والاجتماع الانساني وهي قيم جماعية وليست قيماً فردية.
والقاعدة الاهم عبر تاريخ علم الاجتماع كله وتاريخ الانسانيات والثقافة واصلها هي
– ان التعيين شرط الوضوح
ومن هنا نعيين ونحدد
ان كل قومي اجتماعي لا يدرك هذه الحقائق العلمية ولا يتملك بها تملكاً واعياً مدركاً صحيحاً، يصبح دفاعه عن الفكر القومي الاجتماعي دفاعاً عاطفياً يتأثر بأحد المدارس العلمية القائمة فتلتبس عليه الافكار، ويقع في الشطط والخطأ العلمي، ويتبنى افكاراً تنافي القومية الاجتماعية ويقع فيها بشبه الالتباس لقرب الشكل لا لحقيقة المفهوم.
ويصبح منظّراً لفلسفةٍ مغايرةٍ للفلسفة القومية الاجتماعية، ولحقيقة تخالف الحقيقة القومية الاجتماعية وتتعارض معها ومع فلسفتها القائمة على الوضوح واليقين.
اما أُم القواعد في الفلسفة السورية القومية الاجتماعية والتي تحكم كل قواعدها العلمية فهي الحق الحصري لأنطون سعادة حين عين في نظرته الجديدة وطرح فكرتها وأنشأ حركتها ووضع مبادئها فكانت الفكرة لفلسفية التامة التي على اساسها انتصر انطون سعادة كباعث نهضة وصاحب مدرسة في علم الاجتماع وفيلسوف وصاحب مفهوم جديد للحياة حين حدد:
– لا يوجد حتمية مطلقة الا حتمية الامة
– والارتقاء العقلي للامة ليس قائماً على التفوق العرقي انما على المزيج المتجانس
والتفوق الاجتماعي وانتصار حقيقة الامة ليس قائماً على القوة مجردة انما على القوة “المادية-الروحية”
– ووحدة التفاعل ليست حالة فردية انما حقيقة اجتماعية تنصهر بطبيعتها في متحد معين على اساس: “وحدة حياة ووحدة مصير”
ومصير الحياة وتقدمها وانتصارها ليس قائماً على اساس اثنية او عقلية دينية او مصلحة فردية انما على اساس وحدة اجتماعية تركز على ثقافتها ووجودها على اساس “وحدة-جغرافية-زراعية-اقتصادية-استراتيجية”
حضرة الرفيق المحترم
حضرة المتابع الكريم
هذه اوليات وحقائق علمية ترتكز عليها المدرسة السورية في علم الاجتماع وفق منهج القومية الاجتماعية عندما تريد الغوص او البحث فيها، او في اي موضوع يتعلق بها، ويرتبط بنظرتها وفلسفتها، وللانطلاق منها ومنعا للوقوع في الشطط او الانحراف الفكري عليك البدء بها والتمرس فيها والتمكن منها لتتمكن من طرح الفكري السوري القومي الاجتماعي او الدفاع عنه بمواجهة المدارس الاخرى او لإثبات حقيقة او نفيها او لمقارعة النظريات القائمة والانتصار عليها…
نكتفي بهذا القدر
وللبحث صلة
ولكم أجمل التحايا
لتحي سورية وليحي سعادة باعث نهضتها وصاحب مدرستها وفلسفتها الجديدة للحياة والوجود
الرفيق هاشم حسين
باحث في علم الاجتماع وفق منهج القومية الاجتماعية
01/12/2022
