نشرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، توضيحا مفصلا يشرح الأسباب الرئيسية التي تسببت بتنفيذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023.
- وأكدت الحركة أن “عملية طوفان الأقصى كانت لمواجهة مخططات إسرائيل للسيطرة على الأرض وتهويدها وحسم السيادة على المسجد الأقصى”.
وقالت في توضيحها، إن “معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال والاستعمار لم تبدأ في 7 أكتوبر 2023، وإنما بدأت قبل ذلك – منذ 105 أعوام من الاحتلال، و30 عاما من الاستعمار البريطاني و75 عاما من الاحتلال الصهيوني”.
وأضافت: “والشعب الفلسطيني كان في سنة 1918 يملك 98.5% من أرض فلسطين، ويتمتع بأغلبية 92% من السكان، مقابل ما كان لدى اليهود، والذين أتى معظمهم آنذاك عبر الهجرات الاستيطانية المبكرة، وحتى 1948 قبيل إنشاء الكيان الصهيوني. فبالرغم من أن الاستعمار البريطاني فتح أبواب فلسطين لهجرة اليهود، وسعى لإيجاد البيئة الأفضل للصهاينة لإنشاء كيانهم، وقام بقمع الشعب الفلسطيني وقهره، إلا أن الصهاينة لم يتمكنوا إلا من السيطرة على 6% من الأرض، ومن أن يكوّنوا نسبة 31.7% من السكان”.
وأشارت الحركة إلى أن “الشعب الفلسطيني حُرم من الحق في تقرير المصير، وقامت العصابات الصهيونية بارتكاب مجازر بشعة وتطهير عرقي أدى لسيطرتها بالقوة على 77% من أرض فلسطين، وتهجير أكثر من 57% من شعب فلسطين، ودمرت أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية وارتكبت عشرات المجازر بحق شعبنا لدفعه إلى الهجرة خارج الوطن، وذلك تمهيدا لإنشاء الكيان الصهيوني عام 1948. وفي سنة 1967 احتلت القوات الإسرائيلية باقي أرض فلسطين، أي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، فضلا عن أراض عربية أخرى”.
وأكدت حماس أن “شعبنا عانى طوال عقود من كافة أشكال القهر والظلم ومصادرة الحقوق الأساسية، ومن سياسات الفصل العنصري، وعانى قطاع غزة حصارا خانقا مستمرا منذ أكثر من 17 عاما ليتحول إلى أكبر سجن مفتوح في العالم، كما عانى القطاع من خمسة حروب مدمرة في كل منها كانت إسرائيل هي البادئة فيها. وحتى عندما حاول شعبنا في قطاع غزة الاحتجاج سلميا على أوضاعه الصعبة، والمطالبة بحق العودة عبر ما عرف بـ “مسيرات العودة”، لم يتوانَ الاحتلال الإسرائيلي عن قتل أكثر من 360 فلسطينيا وجرح أكثر من 19 ألفا آخرين، بينهم نحو خمسة آلاف طفل”.
ولفتت إلى الرفض الإسرائيلي القطعي لقيام الدولة الفلسطينية، وقالت “أكد المسؤولون الإسرائيليون رفضهم القطعي لقيام دولة فلسطينية، وقبل شهر من طوفان الأقصى، حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة في شهر سبتمبر 2023، خريطة لكامل فلسطين التاريخية، بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد لوِنت كلها بلون واحد وعليها اسم إسرائيل ولم يحرك العالم ساكنا وهو يرى عنجهية إسرائيل ومصادرتها لإرادة المجتمع الدولي، وإنكارها لحقوق شعبنا في أرضه ومقدساته وحقّه في تقرير المصير”.
وأضافت “حماس”، “والآن، وبعد أكثر من 75 عاما من الاحتلال والمعاناة، وإفشال أي أمل بالتحرير والعودة، وبعد النتائج الكارثية لمسار التسوية السلمية، ماذا كان يتوقع العالم من شعبنا أن يفعل في مواجهة مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وتصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين الاستفزازية للمسجد الأقصى، وفي مواجهة ممارسات ائتلاف اليمين الصهيوني الأكثر تطرفا، الذي باشر عمليا معركة حسمٍ للسيطرة على الضفة الغربية من خلال خطة الضم، وخطة حسم السيادة على القدس والمقدسات، وخطة طرد شعبنا وتهجيره من الضفة الغربية، وماذا يفعل لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجونه؟ خاصة بعد التنكيل البشع الذي ضاعفوه في ظل حكومة نتنياهو -سموتريتش- بن غفير، وماذا يفعل لإنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع غزَة؟ الذي جعله يموت موتا بطيئا، وماذا يفعل في مواجهة توسع الاستيطان في الضفة الغربية بوتيرة غير مسبوقة، وفي مواجهة عنف المستوطنين في الضفة الغربية وجرائمهم، التي وصلت مستويات غير مسبوقة؟، وماذا يفعل ليحقق أمل 7 مليون فلسطيني بالعودة إلى ديارهم بعد 75 عاما من النفي والشتات، وماذا يفعل في ظل عجز المجتمع الدولي، وتواطؤ بعض الدول الكبرى لمنع تحقيق حلمه بالدولة، وهو الشعب الوحيد في العالم الذي ما زال قابعا تحت الاحتلال”.
وتابعت: “هل كان المطلوب من شعبنا أن يواصل الانتظار والرهان على الأمم المتحدة ومؤسساتها العاجزة، أم أن الرد الطبيعي على تلك الممارسات هو مبادرة شعبنا للدفاع عن أرضه وحقوقه ومقدساته؟! علما بأنه حق مكفول في القانون الدولي، والشرائع والأعراف البشرية”.
واختتمت حماس قائلة: “انطلاقا ممّا سبق، كانت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، خطوة ضرورية واستجابة طبيعية لمواجهة ما يحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وخطوة طبيعية في إطار التخلص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
المصدر: RT