تاريخ الانسان بين الحقيقة والوهم

الصورة مستوحات وهي لصاحبها (منقول)


تمتد حياة الى الانسان الى تاريخ لا يمكن ان يدركه العقل. وتستمر الى ما لا نهائية لا يمكن ان يدركها العقل.
عبر تاريخ وجوده الكوكبي، كان الانسان مليارات من الانفس تولد كل يوم، وتحيا، وتموت كل يوم بأعداد هائلة، في سلسلة جينية لا تنتهي اطلاقاً.
وكما هو الحال اليوم، فعديد البشر يبلغ السبعة مليارات والنيّف على مزيج مشاربها، ومعتقداتها في امتداد الارض الجغرافي، والبيئي.
وكل فئة تؤمن بان معتقدها هو الاصح، والاسلم ليكن انموذج يحتذى لجميع البشر، وهكذا هو الحال لكل فئة لها اعتقاداتها، ومقدساتها، وطوطماتها، واوهامها التي تتلاعب بها بتاريخ البشرية، وتهدد وجودها.. وتتفاوت درجات خطورتها بمكان وجودها، واستراتيجيته، وموارده الاولية..
اذا اردنا التحديد بمثال، فهناك مليار مسلم في العالم، يوجد منهم ما يقرب مئة مليون تكفيري، ووهابي؛ ومتعصب من اي طائفة اخرى تافه، يلعبون بتاريخ البشرية، ويقابلهم عشرة ملايين يهودي شيطاني خبيث، يساندهم حوالي مئة مليون مسيحي غبي تحركهم المطامع، وشركات انتاج الاسلحة، وقطاعهم التجاري.!! 
يعني بالمحصلة، ان هناك اقل من نصف مليار بشري، يتحكمون بحياة سبعة مليارات بشري، فيهم ما يقرب خمسة مليارات نسمة اصلا لا يعتقدون لا بالمسيحية، ولا بالمحمدية ولا باليهودية اساسا، وهم اكثر تسامحاً مع انفسهم، وسلاما من كل رسالات السلام التي تدّعي السلام وبالواقع تصنع الحروب تلو الحروب التي افنت حياة ما يقرب عشرين مليار بشري عبر تاريخها منذ اربعة الاف عام لتاريخ اليوم (يشمل تأريخ اليهود لأنفسهم)
والمضحك ان بضعة الاف من هذه الطائفة، او تلك، وبغباء مطلق، تعتبر نفسها هي الطائفة الصحيحة، والتي تخدم مشروع الله على الارض… بينما هم مجموعة من حثالة البشر تتحرك بمفاهيم شيطانية، ديدانها سفك الدماء، وقتل الابرياء .. والأنكى انها قانعة نفسها بانها ذاهبة لتلاقي رسولها وقديسيها عند حوض الاله لتتناول معه الملذات، وتنال حظاً من الحوريات بأكبر مركز دعارة كوني، وفقا لما يصوره لنا خطبائها ومبشريها …
ايها العاقل … 
اعلم بان الله حق وخير وجمال … خلق كل شيء ليكون على صورته …
فليست اكاذيب الطوائف والطوائفيين، والمذاهب والمذهبيين منه بشيء .. فهي مجرد اكاذيب يصنعونها ليبقوا حكّاما على رؤوس الاغبياء، واصحاب الاطلاع الضعيف، والجهلة.
رجالات الدين هذه المتشيطنة، والتي لا تخدم الا الشيطان ويهواه ، حطموا عقولنا لألاف السنين بأمور لا علاقة لها بعبادة الله الجميل، الخيّر والرحمة.
وانصرفوا نحو الاساطير وغلفوها بغلاف الدين…
وجعلوا منها بعابع تخيف الناس وترعبهم …
فهم يفعلون كل الموبقات باسم الدين .. ويشرعون ما تهوى نفوسهم … ويفتون شر الفتاوى ويصنعون البلاوي التي يندى لها جبين البشرية … فقط خدمة لشياطينهم التي تسكن عقولهم المريضة…
فكل ما تقرأنه من كتب وابحاث ومقالات منشورات وخرافات واكاذيب هنا وهناك .. هي ليست الا من صنع رجال عاهرة، نذرت نفسها خدمة للأبالسة، لتحكم الناس باسم الخرافة والاكاذيب والشعوذة …
فأخضعت الشعوب .. ونالت من حرياتها، وقضت على امنها وحياتها وجوّعت نصفها الاخر لتقتله ببطء وبدون ضجيج آلات الحرب ليمت على ضجيج كركعة (يقابلها قرقعة السلاح) امعائه الخاوية بصمت … 
ايها الابراهيمي والموسوي … تاريخ البشرية قبل ادمكم المزعوم بملايين السنين، لا بل بمليارات السنين…
ايها المسيحي، إن تاريخ البشرية قبل ميلاد عيسى أيً يكن اعتقادك به، اكان روحا، ام الها، ام نبيا، ام قديس بملايين السنين لا بل بمليارات السنين…
ايها المحمدي، ان تاريخ البشرية سابق لميلاد محمد وهجرته بملايين السنين، لا بل بمليارات السنين…
راجعوا كتبكم وتفقهوا بها… فاليوم عند الله مقداره بألف سنة مما تعدون، وهذا اليوم – السنة مقداره بخمسين الف سنة مما تعدون، والخمسين الف سنة اذا… كم مقدارها عند الله مما تعدّون؟
تعقّلوا… 
فالله لم يخلق السماوات والارض بستة ايام كما تعتقدون … فمقدار اليوم عند الله الف سنة مما تعدّون…
اذا كان خلق السماوات والارض قد استمر ستة الاف سنة بمقدار تقييم الله … فبرأيكم… كم هو تاريخ الارض والسماء الذي استمر الله يبني فيها ستة ايام ليستوِ على عرشه في اليوم السابع وهو مقداره الف سنة مما تعدون؟
… اذا، خلق البشرية والكون… ليس صدفة او لعبة ستة ايام كما تعتقدون، او كم يزعم دجالو الدين ومزوري لتاريخ…
هذا الكون موجود منذ البدء… وهذا البدء لا سنين له لتعد او لتحصى … هو اصلٌ من لا تاريخ وسيبقى لنهاية لا تاريخ لها فهل تعقلون؟
ان الله ومنذ بدء الخليقة .. وهو يخلق بشرا … ثم يرسل لها ما يرسل من رسل… ثم يضع حد لإجرامها كل على ارضها وفق ازمنة يحددها بعنايته… فلستم انتم اول البشرية ولن تكونوا اخر نموذج منها… وهذا وفق كتبكم واسرارها وكيفية الخلق فيها التي تخشون طرح حقيقتها فتبنيتم الخرافة لأنها تخدم شجعكم واطماعكم وتعمم الجهل والخوف … فالخرافة تقتل العقل وتعطل الوعي وتنهي حياة الانسان في أتون الجهل..
ايها الانسان..
فلتعلم ان كل شبرٍ تحت قدميك يحوي حضارة، وتاريخ امم وشعوب اتت قبلك، وقضت نحبها، وهي تبحث عن سلامها الابدي وخلودها… ولم تنجح .. فهل انت بناجح؟
فلست انت الا نسخة عنها … سيأتي بعدك نسخ ونسخ أخرى لا تنتهي بعد ان تغادر هذه المسكونة الى مصير تصنعه بيديك … فإما الى فضاء لا نهاية له، او الى نهاية مدمرة محتومة سبقتك عليها امم وشعوب ومليارات النسمات قبلك عبر التاريخ الذي يعود تاريخه، الى ما قبل الزمن التاريخي الجلي الذي تحاول ان تتوقف عنده…
حياتك بدأت قبل مليارات من النسمات… وستبقى لمليارات لا تنتهي … 
وليست قبل سبعة الاف عام كما يزعم التوراتيين والزبوريين والتلموديين واصحاب الصحف الاولى…
وليست لألفي عام تغلف بها عقلك، وتوقفه عند ميلاد المسيح.. 
وليست لألف عام وأربعمائة ونيف كم يزعم المحمديون الذين اوقفوا تاريخ البشرية عند عقل صحراوي جاف عطل العلم والمعرفة، واقام مكانهما الجهل والتخلف والحقد وفلسفة النكاح … وابناء الذمة…
اصحوا من كهوف عقولكم المظلمة ان كنتم تؤمنون بالله حقاً …
فالله كما عرفّه إمام العلم والبلاغة علي ابن ابي طالب بفلسفة بليغة، وبشرح بليغ، يلغي كل اكاذيب الأفّاكين من دجالي الاديان، فشرحه بالواسع العليم، من اسمه الواسع العليم: (هو الذي لا تاريخ له، ولا حجم له، ولا لون له، ولا مكان له، فلا يحده مكان، ولا يعده زمان، ولا تراه عين، ولا تلمسه يد، ولا يبلغه بصر او بصيرة وهو بالغ امره…)
ايها البشر… كنتم منذ ان كان الله بالغ امره… وستبقون الى ان يريد الله بالغ امره… 
وهذا الامر كان منذ مليارات السنين… وسيبقى مليارات السنين…
تفنى الافراد لأعمارها… وتبقى الارض والبيئة على استعداد لاستقبال افراد اخرين ما بقي الهواء، والماء، والتراب لا يحرقها النار حتى ابديتها…
خلاصة:
اذاً، إن تاريخ الانسان لا يعود الى زمن محدد اطلاقا، ولن ينته وجوده بزمن محدد.
ولن يبلغ العقل البشري اطلاقا لتحديد تاريخ وجود الانسان، ولن يدرك اطلاقا تحديد نهايته .. 
فتاريخ الانسان والبشرية وكما عرفه المفكر والفيلسوف انطون سعادة 
هو تاريخ يعود: “الى ما قبل الزمن التاريخي الجلي”.
وهذا التاريخ الجلي، كلما وصل العقل الى تحديد الف عام منه.. يكون هذا الزمن هو قبله حتما بما لم يحدد بعد الى ما لا نهاية البدء …
اخرجوا من احقادكم … فالله خير ومحبة وجمال.
فكونوا انتم صورته، صورة الخير والحق والجمال، وصونوا ارضكم، وحياتكم، ومجتمعاتكم ولا تدمرونها خدمة لملك الظلام … الشيطان….
ايها القارئ
هل تدرك من انت؟
انت سليل من كان قبل التاريخ الجلي منذ بدء الوجود اللامتناهي، لتكون حلقة التناسل لملايين الاتي منك بعدك اللامتناهي…
“ان العقل هو الشرع الاعلى “سعادة”، فصونوا شرعكم الاعلى. حينها فقط تدركون حقيقة الارض، والسماء، والنور، والماء…و دور سورية في هذا التاريخ الانساني التاريخي العظيم الذي يعود تاريخه الى “ما قبل الزمن التاريخي الجلي”
لتحي سورية وليحي سعادة
الرفيق هاشم حسين
باحث في علم الاجتماع وفق منهاج : القومية الاجتماعية.
النص جزء من فصل تحت عنوان: المدرحية وجود وحياة في اصل فلسفة الوجود(المادي) والحياة (الروحي)

27/08/2018

شاهد أيضاً

يديعوت أحرونوت: تكتيكات حزب الله حيرت قيادة الجيش الإسرائيلي

قال يوسي يوشع المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت إن الخطر الماثل من حزب الله اللبناني …