الأربعاء , 24 أبريل 2024

الى الباحث والمحلل السياسي انيس نقاش المحترم:سعادة دعا الى القومية كحركة اجتماعية للارتقاء بالمجتمع على اساس بناء مفهوم انساني جديد

تحت عنوان: شرح وتبيان لمكامن الخطأ في مقالات ملف الاخبار

الى الباحث والمحلل السياسي انيس نقاش المحترم

ALZA3IM

تحية قومية اجتماعية سورية  وبعد

بقراءة متأنية لمقالتكم الواردة في جريدة الاخبار في سبعينية استشهاد سعادة  اقدر لكم مقدار اطلاعكم الحقيقي على فكر سعادة ودراسته بهدوء وقد يكون بعمق كبير لأنكم وقفتم على حقائق كثير هي من عمق تفكير سعادة ومنهاجيته وهذا يدفعنا لشكركم جزيل الشكر لهذه الاحاطة والاضاءة  الا انه وكما يقول المثل:  <الحلو ما بيكملش>

أربع نقاط كان لا بد من الاشارة اليها لإعادة التصويب من وجهة نظر المفهوم القومي الاجتماعي ومنهاج سعادة الفكري. ولكم كنا نتمنى وانت الدارس والباحث المتبصر والعالم بخفايا الامور المحلية والاقليمية والدولية كنت ان تسميها بمسمياتها  وان لا تقع في مثل هذه الاخطاء والتي بشكل من الاشكال حرفت مقالتكم عن سكتها  الى غير هداها.

النقطة الاولى  هي : عنوان مقالتكم الذي قزّم استشهاد سعادة والمؤامرة التي دبرت ضده للشكل  والمظهر باعتبار انه (ضحية زوبعته)  وهنا اجد انكم ظلمتم سعادة كثيراً بهذا التقزيم الذي قد يخدع بعض العقول التي لا اطلاع كافٍ لديها فتذهب هذا المذهب وتعتقد هذا الاعتقاد فتعيدها للمربع الاول الذي انت عانيت منه مع الباحث الجهبذ – الجامعي الذي حكم مسبقا قبل الاطلاع ..

وانتم تعلمون بان كثير من الناس تقرأ العناوين وتقف عندها لا بل تكتب الكتب والمقالات فقط من خلال العناوين

الم تعاني حضرتك من مثقفي الجرائد واليافطات على الطرقات؟

فعنوان مقالتكم هذا (هو ضحية زوبعته) لم يكن موفقا اطلاقا …وانتم العارفون حجم المؤامرة التي حيكت ضد سعادة كمفكر وباحث وفيلسوف وسياسي وزعيم  ومعلم … فكيف يمكن ان نجتهد بعنوان  ضعيف مضلل؟؟

النقطة الثانية وهي تتعلق بهذه الفقرة (من خلال الحكم بالنازية على فكر سعادة، تأكّدت أن صديقنا لم يقرأ، بل لم يطلع بتاتاً على فكر سعادة. عندما سألته كيف يحكم وهو بالأكيد لم يقرأ سعادة، أجاب: «لا داعي لقراءته فالموضوع واضح من عنوانه. كل مظاهر حزبه وشعاراته كانت نازية». مع هذا الجواب، تأكّد لي ما كنت قد لاحظته من خلال عملية تقييم تاريخية فكرية وسياسية وتنظيمية وحتى أمنية لمسار الحزب السوري القومي الاجتماعي في تاريخ سابق أوصلتني إلى بعض الملاحظات، لا مجال لذكر جميعها هنا، لكن نقطة مهمة جديرة بالذكر والبحث والتمحيص.) والتي تركتها حضرتك امام باب واسع للنقاش سيما انك تحفظت على ما استنتجت .. ولكن بقراءة بسيطة وبسبب التعمية  قد يدفع هذا الكلام الى استنتاجات مبطنة وشكوك وهواجس وسؤال منطقي نتمنى الاجالة عليه :

الا يوجد سيف ذو حدين في هذه الجملة؟

مع انك عدت وبينت طبيعة هذه الملاحظات وتركتها امام باب مفتوح بقولكم هذا (هذه الملاحظة كانت تتعلق بشعارات الحزب من رايته التي تتوسطها الزوبعة مع اللونين الأحمر والأسود، مما كان يعطي شبه تطابق مع ألوان العلم النازي. إذا أضفنا إلى ذلك الملابس والتحية وبعض الظواهر الأخرى التي كان يتمظهر بها الحزب النازي، لوجدنا شبه تطابق. ومع إضافة كلمة القومي الاجتماعي، يصبح الأمر كأنه نسخة معدلة للحزب النازي. لا أخفي أنني في شبابي كنت ضحية لهذا الخلط في المظاهر قبل أن أطّلع على فكر سعادة. لكن بعد الاطلاع على فكره، وجدت المفارقات الكبيرة الصادمة.)

اتوجه اليك بالسؤال وان وصلكم نتمنى الاجابة وحينها سنقف على حقائق يمكننا من خلالها فتح باب النقاش واسعا

من جهة ثانية اود التوجه اليك بالشكر هنا لجملة تستحق ان تكون هي محور اهتمام هذا العدد كله الا وهي (. لا أخفي أنني في شبابي كنت ضحية لهذا الخلط في المظاهر قبل أن أطّلع على فكر سعادة. لكن بعد الاطلاع على فكره، وجدت المفارقات الكبيرة الصادمة.)

لان الاعلام المحرض والكاذب  والعدو لطالما خلق هذه الصور, وزرعها في أذهان الاجيال فحرفها عن حقيقتها, وجعلها ضحية الجهل والخلط , ومفكر مثلك الا يتوجب عليه ان يقدم نشرات وحوارات وبرامج واسعة عن سعادة وفكره ودفع الاجيال للبحث عن حقيقتها بدلا من الاشتغال في السياسة المجردة التي ارهقت بلادنا و ازهقت ارواح شعوبنا؟

في النقطة الثالثة اود التنويه لأمر اوقع تحليلك بإشكالية الخلط بين المفهوم والمعنى ففي جملتكم هذه (خامساً، كان سعادة ينظر إلى القومية كحركة إنسانية ارتقائية ومحكوم عليها للبقاء أن تكون حرة أولاً وغير مستعمرة أو مستتبعة. وبالتالي نشر فكر الاستقلال والحرية في مجتمعه مقاومةً للاستعمار، كما نشر فكر التغيير والانتفاض على الواقع المتحجر أو الرجعي والقيام بالعمل الثوري الضروري للتغيير، فاستنهض القوة فينا التي لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ.) وقع خلط كبير وهي تحتاج الى اعادة صياغة حقيقة للتمييز ما بين المفهوم والمعنى من وجهة نظر فلسفية ومن وجهة نظر علم الاجتماع عموما ومن وجهة نظر القومية الاجتماعية خصوصا التي ارسى قواعدها سعادة لناحية المفاهيم والمداليل: “لكل كلمة مدلولها الخاص”.

اولا سعادة لم ينظر الى القومية  كحركة انسانية ارتقائية

انما دعا الى القومية كحركة اجتماعية للارتقاء بالمجتمع على اساس بناء مفهوم انساني  جديد

ثانيا سعادة لم ينشر فكر الاستقلال والحرية في مجتمعه  مقاومة الاستعمار

بل هو نشر فكر السيادة القومية واستقلال القضية الوطنية  عن أي قضية اخرى لإعادة بناء المجتمع على اسس عميقة وثابتة  في مواجهة المعتدين على بلادنا وليس لتحقيق الاستقلال بصفته او صورته المجردة فهو لا يعتبر الاستقلال غاية بحد ذاته بل هو مجرد قمة ما ان صعدناها حتى تراءت لنا قمم اخرى وهو ناتج فعل وليس غاية.

ثالثا: اما في مسألة فكر التغيير فسعادة لم (ينشر فكر)…  وهذا التعبير يفقد معنى الابتكار الاصلي لدعوة سعادة  لأنه هو بنى فكر ووضع عقيدة ودعا اليها ولهذا الاصح في القول بان سعادة زرع فكر التغيير في نفوس ابناء الامة  ودعاهم للعمل الاجتماعي المنظم لبناء اسس التغيير الضروري للنهوض.  وليس (الثوري) لان الثورة غالبا ما تحتمل الفوضى سيما اذا ما افتقدت للمفهوم الاجتماعي – النهضوي

رابعا : في مسألة الخطر اليهودي واستخدامكم لهذا التعبير (سادساً، يسجل لسعادة «الزعيم» أنه كان من الرواد الأوائل لتفصيل والتحذير من الخطر الصهيوني،)  وكأن هناك امر ممنهج لتغييب  مسألة “الخطر  اليهودي” في عقول الناس فيلجأ الجميع الى استخدام كلمة (الخطر الصهيوني) والصاق هذا التعبير بسعادة الذي اساسا رفضه رفضا تاما وسماه باسمه الحقيقي “الخطر اليهودي الداهم  وشره المستطير” فسعادة كان واضحا في هذا الامر ولم يوارب فيه ابدا.

النقطة الخامسة والاخيرة : بجملتكم هذه (سابعاً، يسجّل لسعادة أنه قارب المسألة الطائفية بشكل دقيق وشخّص مخاطر هذا المرض، في حين أنّ أحزاباً علمانية كانت تدّعي امتلاك النظرية العلمية، اكتفت بنقل المرويات والنظريات الغربية المتعلقة بالصراع الطبقي) اود ان ابين  هنا بان سعادة وصل الى قلب الامر باليقين وفتك به من الداخل واعلن وفاته في نفوس القوميين الاجتماعيين و دعاهم الى تحرير ابناء الامة منه  ولم يقاربه مقاربة, والمقاربة في علم الكلام تعني الاقتراب من الوصول للشيء او قراءته عن بُعد ولا تعني الوصول اليه…

وهذا عند سعادة غير صحيح لأنه شرّحه تشريحا واعلنه خطرا على المجتمع ودعا للقضاء عليه بشكل قاطع بثلاث مبادئ اصلاحية واضحة:

  • بفصل الدين عن  الدولة
  • وبمنع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء القوميين
  • وبإزاله الحواجز بين مختلف المذاهب والطوائف.

اذا سعادة لم يقارب الامر انما شرّحه وضربه في الصميم واعلن الدواء لعلاجه وهذا يختلف كثيرا عن استخدام كلمة (قارب المسألة)
اما في مسألة الاسلام في رسالتيه  فان سعادة دعا الى وحدة الحياة ووحدة المجتمع والوحدة النفسية للمحمديين والمسيحيين بالعودة الى حقيقة الدعوة لكليهما ولنبذ الخلافات وترك التأويلات الحزبية الدينية العمياء على ان يؤمنوا  بانهما كليهما مسلم لرب العالمين وانه ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وارضنا وحقنا سوى اليهود …. واضح تعبير سعادة ولم يقل (الصهيونية)  وهنا اجد اختصاركم جميل فأحببت استعادته وفق مفهوم سعادة لجملتكم هذه (ثامناً، يسجّل لسعادة أنه استحضر مقولات غابت عن كبار علماء الدين الذين كانوا وما زالوا غارقين بالتبشير ليس لدينهم بل أيضاً لمذهبهم، فطرح نظرية الإسلام برسالتيه، المحمدية والمسيحية، وهي نظرية قرآنية ابراهيمية، غابت عن منظور وعن خطاب العديد من علماء الدين، فأعاد بذلك الوحدة والألفة بين الديانتين بالإشارة إلى جذورهما المشتركة.)

اختتم بتوجيه الشكر لكم  املا ان تصل رسالتنا اليكم  وللمتابعين الوقوف على النقاط التي اشرنا اليها للتصويب في خطأ صياغتها ومخالفتها للمفاهيم وللمدلول القومي الاجتماعي

مع كامل احترام

اسلموا للحق والمعرفة

لتحي سورية وليحي سعادة

هاشم حسين

كوتونو- بنين

23/07/2019

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …