الى الصحافي اسعد ابو خليل المحترم:لم تكن فلسطين عند سعادة قضية مستقلة ليركز عليها بل هي جزء طبيعي من الجغرافيا السورية

تحت عنوان: شرح وتبيان لمكامن الخطأ في مقالات ملف الاخبار

اثناء المحاكمة الصورية

الى الصحافي اسعد ابو خليل المحترم (الجزء الثالث)

سابعا: في هذه الفقرة ذهبتم بعيدا جدا فأنتم اعلنتم بان الحزب السوري القومي الاجتماعي تخلى عن الصراع القومي وتحول الى نزاع سياسي هذا ما يمكنني ان افهمه من تعبيركم التالي (ومفهوم السيادة القومي هو الذي ميّز تركيز سعادة وحزبه على القضيّة الفلسطينيّة أكثر من أي من الأحزاب المعاصرة في حينه. تنبيهات سعادة للخطر الصهيوني (بالرغم من التعبيرات المعادية لليهوديّة والتي تخلّى الحزب عنها فيما بعد) كانت صائبة وثاقبة. تقارن ذلك بمهادنة الأحزاب الشيوعيّة مع الصهيونيّة، لأنّ أمراً أتاهم من موسكو بقبول قرار التقسيم المشؤوم في عام ١٩٤٧، وهذه الخطيئة لا تزال تقبّح العقيدة الشيوعيّة إلى يومنا.)

تحية قومية اجتماعية وبعد

اولا لم تكن فلسطين عند سعادة قضية مستقلة ليركز عليها بل هي جزء طبيعي من الجغرافيا السورية وهي بالنسبة له بذات اهمية دير الزور اوكيليكا او النجف او بغداد او جبل لبنان او أي بقعة اخرى من الامة السورية ووطنها السوري  وليست هنا المسألة في خطورتها في كلامكم

انما بهذه الجملة التي توقفت عندها كثيرا وقد اكاد اعلن لك بانها هي الدافع الاساسي الذي دفعني للكتابة اليكم يا حضرة الصحفي المحترم

الا وهي ((تنبيهات سعادة للخطر الصهيوني (بالرغم من التعبيرات المعادية لليهوديّة والتي تخلّى الحزب عنها فيما بعد)) هذه الجملة التي وضعتها بين هلالين حضرتك في مقالتك صرحت فيها و بشكل لا مجال للشك فيه بان الحزب السوري القومي الاجتماعي قد تخلى عن ما رسمه سعادة له في خطة الصراع القومي وان الحزب اصبح خارج مفهوم سعادة في الصراع حيث ان سعادة اعلن بان حربنا هي مع اليهود بينما الحزب وفقا لكلامك اصبحت حربه مع الصهيونية ولم يعد اليهود يشكلون خطرا علينا بل باتت الصهيونية هي الخطر وفقا لاستنتاجك الرهيب. مؤكد ذلك وجازما بتخلي الحزب السوري القومي الاجتماعي عن هذا النهج لا بل ذهبت لتقييم امر سعادة وتقييم امر الحزب بقولك (كانت صائبة وثاقبة) أي تعبيرات سعادة المتعلقة لما اسميته انت (بالتعابير المعادية لليهود) لتخلص الى ان الحزب تخلى عنها رغم صوابيتها لتذهب الجنوح نحو الحسم بان الحزب تخلى عن هذه }الصواب{ ليسلك طريق اخر اسميته انت (تنبيهات سعادة للخطر الصهيوني).

وهذا ما يدفعني الى طرح سؤالين عليك :

  • اين وقعت على هذا الخلاصة او كيف توصلت اليها؟
  • هل انت تعلم حقيقة القوميين الاجتماعيين وثباتهم على عقيدتهم؟

ولكن ايضا جملتك هذه تدفعني الى التوجه بالسؤال الى قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي:

  • هل هي حقيقة ما جاء به الصحفي اسعد ابو خليل على انكم قد تخليتم عن الصراع مع اليهود وتنازلتم عن تعابير سعادة وركنتم الى تعابير جديدة؟

هذا السؤال برسم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وعليها واجب قومي اجتماعي حقوقي قبل ان يكون سياسي في الرد على هذا الافتراء عليها ودحضه ..

لأنه يمس كرامتها القومية الاجتماعي وروح النضال القومي الاجتماعي في سلوكها القيادي الجمعي, وهي مسؤولة امام القوميين الاجتماعيين لرد مزاعم الصحفي اسعد ابو خليل, وما جاء في مقالته, و للتوضيح والرد على صفحات الاخبار نفسها, والا وقعت في جرم التخوين والانحراف العقائدي عداك عن التخلي الحقوقي-السياسي للصراع الذي سيمس هيبتها الاخيرة في نفوس القوميين الاجتماعيين عن بكرة ابيهم .

اذا نحن هنا امام امرين تعليليين:

الامر الاول : نحن ندحض مزاعم الصحفي اسعد ابو خليل كسوريين قوميين اجتماعيين, ونؤكد بأننا على نهج سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي, واضع عقيدته ونظامه, ولسنا بمتخليين عن هذا النهج اطلاقا ما زال فينا نبض حياة, ومازال في اجيال الامة اشبال تنبض بروح الصراع القومي الاجتماعي نحن سوريون قوميون اجتماعيون نؤمن بأننا “الخطة الاشد تنظيم” المعاكسة “للخطة اليهودية النظامية” التي اعتدت على بلادنا وما زالت تفتك بها يوما بعد يوم , ونعمل بهدوء واطمئنان على بناء قوانا ونهيئ أنفسنا للمعركة الحاسمة و”النصر العظيم لأعظم صبر في التاريخ”.

الامر الثاني: على القيادة في الحزب السوري القومي الاجتماعي ان ترد على هذه المزاعم في جريدة الاخبار التي اتت على لسان صحفي معروف المكان والزمان بما ساقه بحقها من اتهام بتخليها عن مفاهيم سعادة في الصراع القومي بما يتعلق وصراعنا مع اليهود كي لا تكن في مكان المتهم الذي يصبح في مكان الشك فعلا… وبالتالي وجب سقوطها الذي لا مفّر منه لأنها فقدت شرعيتها :القومية الاجتماعية والقومية الحقوقية والسياسية في آن معا.

وفي هذه الفقرة اختم داحضاً:

 باننا نحن لسنا نحمل شعارات معادية لليهودية بشكل شوفيني, بل نحن ندافع عن حقنا في الحياة, وعن حقنا بارضنا وسيادتنا على انفسنا.  فنحن وقع علينا الفعل وندافع عن انفسنا اذا نحن لسنا نستخدم (تعابير معادية) كما ورد في مقالتكم, انما نحن نستخدم حقنا في الدفاع عن وجودنا بمواجهة اليهود, وعن تاريخنا وثقافتنا وحريتنا وحقنا بالحياة والحرية, وكل من يعتدي على ارضنا ومنظومة القيم فينا وعندنا يا نباهة الصحفي العظيم بما فيها الاقلام المأجورة.

ثامنا: في الشأن الثوري وقعتم ايضا في خلط المفاهيم بتعبيركم هذا (الثوريّة: الثوريّة شاملة في فكر أنطون سعادة. والذي يأتي من خلفيّة شيوعيّة مثلي لا يستطيع في مراجعة كتابات سعادة وتاريخ الحزب، إلا أن يلحظ النفس والمضمون الثوري في فكر سعادة. فهذا رجل يدعو إلى ثورة شاملة في الدولة والمجتمع (كتاب «نشوء الأمم» مُهدى من الزعيم إلى رجال ونساء الأمة السوريّة).

عزيزي الصحافي الاستاذ اسعد ابو خليل المحترم ان الثورية عند سعادة هي شاملة هذا صحيح, ولكنها ليست في الدولة والمجتمع كما جاء في مقالتكم , وليس في اصحاب الاستغلال السياسي والشعارات الرنانة واصحاب الغايات السياسية الضيقة الذين حاربهم سعادة.

بل هي ثورة في الامة .. ان ثورية سعادة هي شأن  مرتبط بالعدلين “العدل الحقوقي والعدل الاقتصادي”, من هنا الثورية في نهج سعادة هي في الامة  وليست في الدولة والمجتمع. لان الدولة عند سعادة هي شأن سياسي بحت لإدارة شؤون المجتمع والامة, وهي ليست مطلبا اخيرا بل هي وسيلة من وسائل الدفاع والقيادة و الرفاه والحفاظ على الامة ومصالحها وصيانة حقوقها وسيادتها.

وانت تقدم الاثبات بنفسك بان سعادة اهدى كتابه الى الامة  (كتاب «نشوء الأمم» مُهدى من الزعيم إلى رجال ونساء الأمة السوريّة). وليس الى الدولة ورجالاتها ونسائها ….

تاسعا: هنا اجد بانكم اعتديتم على فكر سعادة بشكل شنيع بقولكم هذا (والثورة عند سعادة ليست كما القوميّة عند عفلق (أي «محبّة»، مع أن حب البعثيّين تحوّل إلى أشنع صراع دموي بين رفاق الحزب الواحد): هي ثورة مسلّحة لا هوادة فيها.) حيث انكم جعلتم ثورة سعادة ثورة (مسلحة لا هوادة فيها) .. انني اجد بخلاصاتكم هذه  انها قد اتت على عجلة من امركم ربما لتقدموا مادة لهذه الذكرى, او لضغط ما لم يكن لديكم الوقت الكافي للتمحيص والتدقيق ولربما لم تقرأ جيدا او تتطلع على فكر سعادة فوقعتم هذه الوقعة المقيتة.

حضرة الصحفي المحترم

عليك ان تعلم جيدا والجريدة الناشرة للمقال واصحابها ومن يطلع عليها بان الثورة عند سعادة هي شأن اجتماعي محض, وهي مرتبطة بحق التقدم في الامة في كل ميادين الحياة: فهي صراع بالدرجة الاولى, وسعادة يعلن بان “الحرية صراع وحق الصراع حق التقدم “

ولما كانت الحرية في صميم أي ثورة,

ولما كان التقدم في صميم أي ثورة

اذا ثورة سعادة هي ثورة تقدم ورقي وازدهار , وليست ثورة عنف وتسلح وخراب ودمار.

هي ثورة فكرية علمية ادبية اجتماعية ثقافية حضارية بامتياز ..

ابدا ليست ثورة (مسلحة بلا هوادة) كما تفضلتم .. ربما احد اساليبها هو اللجوء للسلاح ولكن في حال واحد فقط , الا وهو حال الاعتداء علينا وهذا ما قاله سعادة نفسه : “لقد اعتدي علينا فدافعنا عن انفسنا”.

اذا الثورة القومية الاجتماعية 1949 كانت دفاع عن النفس, ولم تكن اعتداء مسلح من قبلنا .. بل اعتدي علينا فدافعنا عن انفسنا .. لهذا اجد في تعبيركم هذا (هي ثورة مسلّحة لا هوادة فيها.) هو اعتداء على فكر سعادة وندعوكم للتراجع عنه  والاعتذار من القوميين الاجتماعيين بهذا النعت الاتهامي الجرمي..

اما قولكم هذا (وثوريّة الحزب تمثّلت بالثورات المسلّحة التي أعلنها وقادها الزعيم، والتي أدّت إلى إعدامه (لم يكن الإعدام عفويّاً، لو ربطنا بين «حادث الجميزة» ودور رياض الصلح، وإخفاء جثّة الزعيم — راجع كتاب أنطوان بطرس، «قصة محاكمة أنطون سعادة وإعدامه»). والانقلاب الفاشل في ١٩٦١ كان يفترض فيه أن يشكل ثورة ومشروع إقامة أوّل نظام لبناني غير طائفي هو ثورة بحد ذاتها، بالرغم من الارتباطات الرجعيّة اليمينيّة للحزب من ١٩٥٨ حتى الانقلاب.
فهي محاولة لخلط الاوراق لا اكثر .. فلا ادري ما هي الفائدة من سرد مرتبط (بالثورة  واعدام و اخفاء جثة سعادة ) يعني هنا وكأنكم لديكم معلومات ما توارون بها  فأجد في هذه الفقرة مجرد حشو لا قيمة له الا لنكز بمكان ما.. لا يقدم ولا يؤخر .. بل هو مجرد حشو لإطالة الكلام او للتدليل على انكم على دراية بما حصل لا اكثر.

مع انكم حصرتم  بالربط بأمر ثلاثي ((لم يكن الإعدام عفويّاً، لو ربطنا بين «حادث الجميزة» ودور رياض الصلح، وإخفاء جثّة الزعيم — راجع كتاب أنطوان بطرس، «قصة محاكمة أنطون سعادة وإعدامه»).

وكلنا نعلم  والعالم كله بات يعلم علم اليقين بان رياض الصلح كان مجرد اجيرا للماسونية واليهودية العالمية عداك عن عمالته للبريطانيين والخدمات الوضيعة التي كان يقدمها لهم ككاتب تقرير صغير حقير ارتضى بيع شرفه ولم يكتف حتى باع الكرامة والوطن برمته وكان للخيانة عنوان وفي مسألة اغتيال انطون سعادة  هنا كان دوره فقط انه كان مجرد احد ادوات التنفيذ وليس التخطيط..

اختم في هذه الفقرة وما قبلها:

ان الصراع القومي الاجتماعي هو صراع من اجل حياة امة بأكملها, وليس صراع جزئي او سياسي او صراع مصالح, بل هو صراع وجود انساني برمته يعبر عنه الحزب السوري القومي الاجتماعي, ويحيياه السوريون القوميون الاجتماعيون اسلوب حياة لبناء الانسان الجديد.

والثورة في مفهومهم كقوميين اجتماعيين سوريين هي ثورة شاملة على كل مفاهيم الرجعية والتخلف والتراجع  وعصور الانحطاط وضياع الهوية هذه هي الثورة لنا وبهذه المعنى يجب ان نفهما كما اعلن صاحب الدعوة للقومية الاجتماعية ونظرتها الجديدة للحياة والوجود  وليست ثورة مسلحة كما جاء في عجالتكم, بل هي ثورة اجتماعية حقوقية انسانية شاملة لبناء الجيل الجديد يا حضرة الصحافي المحترم اسعد ابو خليل.

جزء ثالث يتبع جزء رابع

واسلموا للحق والمعرفة

لتحي سورية وليحي سعادة

الرفيق هاشم حسين

20/07/2019

شاهد أيضاً

تأكيدا لتصريحات الروس مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الطائرة “إيل-76” أُسقطت بصاروخ “باتريوت”

أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الخميس، أن الطائرة “إيل-76” التي كانت تقل أسرى …